ترامب يلوح بسحب القوات الأمريكية من الصومال وكينيا

لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإمكانية سحب القوات الأمريكية المنتشرة في كل من الصومال وكينيا، مشككًا في جدوى استمرار العمليات العسكرية الأمريكية في هذين البلدين الواقعين في شرق إفريقيا.
وفي تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، قال ترامب إن "العقود الماضية من الانتشار العسكري في الخارج قد شتتت جهود الجيش الأمريكي عن مهمته الأساسية، وهي حماية الأمن الداخلي".
وأضاف: "لسنوات طويلة، اعتبر السياسيون أن مهمتنا هي حماية مناطق نائية في كينيا والصومال، بينما يواجه الأمريكيون تهديدًا داخليًا حقيقيًا"، دون أن يحدد طبيعة هذا التهديد.
ويعيد هذا الموقف للأذهان قراره السابق خلال فترة رئاسته الأولى، حين أمر في أواخر عام 2020 بسحب نحو 700 جندي أمريكي من الصومال قبل مغادرته البيت الأبيض، وهو القرار الذي عدله لاحقًا الرئيس الحالي جو بايدن بإعادة جزء من القوات إلى الأراضي الصومالية، لدعم العمليات ضد الجماعات المتشددة وعلى رأسها "حركة الشباب".
وتشارك الولايات المتحدة منذ سنوات في عمليات عسكرية في الصومال، تشمل تنفيذ ضربات جوية وتدريب القوات المحلية، إلى جانب تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي.

كما تمتلك وجودًا محدودًا في كينيا، حيث تُستخدم قواعد عسكرية للتنسيق الإقليمي وملاحقة الجماعات المتشددة الناشطة على الحدود بين البلدين.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تؤثر على استراتيجية واشنطن في مكافحة الإرهاب في القرن الإفريقي، خاصة أن الصومال لا يزال يواجه تحديات أمنية كبيرة، فيما تتصاعد هجمات حركة الشباب التي تستهدف مواقع حكومية ومدنية. كما أن أي انسحاب أمريكي محتمل قد يترك فراغًا أمنيًا تستفيد منه التنظيمات المتشددة لتوسيع نفوذها.
وفي المقابل، يعتبر أنصار ترامب أن هذه القوات تكلف الولايات المتحدة أموالًا طائلة دون تحقيق نتائج حاسمة، ويؤكدون أن الأولوية يجب أن تكون لتأمين الداخل الأمريكي بدل الانخراط في صراعات خارجية مستمرة منذ عقود.
وتبقى التصريحات الجديدة لترامب جزءًا من خطابه الانتخابي الموجه إلى القاعدة الجمهورية، والتي تركز على تقليص التدخلات الخارجية وإعادة تركيز موارد الجيش الأمريكي داخل الولايات المتحدة. غير أن مستقبل هذا التوجه سيظل رهينًا بنتائج الانتخابات المقبلة وبالموقف الرسمي للإدارة الأمريكية الحالية تجاه الأوضاع الأمنية في الصومال وكينيا.