قوات إسرائيلية تسيطر على أسطول الصمود وتطالبه بالتوجه إلى أسدود

سيطرت قوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على السفينتين "ألما" و"سيروس" ضمن ما يُعرف بـ"أسطول الصمود العالمي"، الذي كان متجهاً نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن وحدات من البحرية صعدت على متن السفينتين، وبدأت عملية السيطرة الكاملة على المشاركين فيهما، حيث تم اعتقال جميع من كانوا على متنهما، وإصدار أوامر بتغيير مسار الأسطول نحو ميناء أسدود المحتل.
وأوضحت مصادر إعلامية أن عملية السيطرة جاءت بعد وقت قصير من تطويق الأسطول من قبل سفن حربية إسرائيلية في عرض البحر، قبل أن ينقطع الاتصال بين السفن المشاركة والمنظمات الداعمة لها. ويشارك في الأسطول ناشطون دوليون من مختلف الجنسيات، إضافة إلى شخصيات حقوقية، حيث كان الهدف المعلن هو إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، وكسر الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عاماً.
"أسطول الصمود" هو مبادرة دولية أطلقتها منظمات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بهدف تسيير قوافل بحرية تحمل مساعدات رمزية ورسائل تضامن دولي، للتأكيد على رفض الحصار المفروض على غزة.
وقد تعرضت الأساطيل السابقة لمحاولات مشابهة من قبل قوات الاحتلال، كان أبرزها الهجوم الدموي على "أسطول الحرية" عام 2010 الذي أسفر عن استشهاد 10 ناشطين أتراك على متن سفينة "مافي مرمرة".

من المتوقع أن تثير الخطوة الإسرائيلية موجة استنكار دولية، خاصة من الدول والمنظمات الحقوقية التي دعمت الأسطول. ويرى مراقبون أن السيطرة على "أسطول الصمود" تعكس إصرار الاحتلال على منع أي محاولة لكسر الحصار، حتى وإن كانت ذات طابع إنساني وسلمي، وهو ما يضع إسرائيل أمام اتهامات متجددة بـانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة ظروفاً إنسانية صعبة نتيجة الحصار المستمر منذ عام 2007، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، إضافة إلى القيود المشددة على حركة الأفراد والبضائع.
ويؤكد حقوقيون أن مثل هذه العمليات العسكرية ضد الأساطيل التضامنية تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لتشديد الحصار، ومنع أي محاولة لكشف حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع للعالم الخارجي.
بهذه الخطوة، يضيف الاحتلال الإسرائيلي حلقة جديدة إلى سلسلة من الانتهاكات البحرية بحق المبادرات الدولية، في وقت يستمر فيه الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات، ما يثير تساؤلات حول جدوى الجهود الدولية لرفع الحصار عن غزة.