مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

نزوح واسع من غزة بعد إغلاق الاحتلال شارع الرشيد

نشر
الأمصار

تشهد مدينة غزة منذ صباح الأربعاء موجة نزوح واسعة لمئات العائلات الفلسطينية باتجاه وسط وجنوب القطاع، عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عزمه إغلاق شارع الرشيد الساحلي، الذي يعد أحد الشرايين الرئيسية للتنقل بين شمال وجنوب القطاع.

ويقول شهود عيان إن قوات الاحتلال لم تتقدم بآلياتها لإغلاق الشارع بشكل كامل، لكنها استهدفته بالقصف والنيران، ما دفع العائلات للنزوح باستخدام العربات التي تجرها الدواب، والشاحنات، وحتى سيراً على الأقدام، وسط ظروف إنسانية صعبة وخوف متصاعد.
يُعتبر شارع الرشيد المنفذ الحيوي للفلسطينيين بعد إغلاق شارع صلاح الدين شرق القطاع، إذ يعتمد عليه الأهالي في الحركة والتنقل. 

ويعني إغلاقه فعلياً إحكام الحصار على مدينة غزة ومنع وصول المواد الغذائية والأدوية والوقود إلى المستشفيات والبلديات، الأمر الذي ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية.
يأتي هذا التطور في إطار خطة أقرتها الحكومة الإسرائيلية في أغسطس الماضي، وطرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة تدريجياً بدءاً بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون نسمة. 

ومنذ ذلك الحين صعّد الاحتلال هجماته على المدينة، مستهدفاً المنازل والأبراج السكنية والمستشفيات وخيام النازحين.
الفلسطيني محمد بكر، أحد النازحين من مخيم الشاطئ، أكد أنه اضطر لمغادرة منزله مع أسرته بعد إعلان نية الجيش إغلاق الشارع، مشيراً إلى أن الدبابات الإسرائيلية لا تبعد أكثر من 50 متراً عن الرشيد.

 وأضاف أنه غادر على عربة يجرها حمار، ولم يتمكن من حمل سوى القليل من الملابس وبعض الطعام.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اعتبر إغلاق شارع الرشيد "جريمة جديدة وإجراءً تعسفياً" ضمن سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة.

 وأشار إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 1900 مدني فلسطيني جنوب القطاع خلال الفترة من 11 أغسطس إلى 27 سبتمبر الماضي، رغم ادعائها أن تلك المناطق "آمنة".

منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، تسببت الحرب الإسرائيلية في مقتل أكثر من 66 ألف شهيد وإصابة نحو 168 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تفاقم المجاعة التي أودت بحياة مئات المدنيين.

ويطرح إغلاق شارع الرشيد تساؤلات خطيرة حول مصير مئات آلاف الفلسطينيين الذين لا يجدون ملاذاً آمناً داخل القطاع، مع استمرار القصف واتساع رقعة النزوح.