مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

كيف قرأت الصحافة العالمية خطة ترامب بشأن غزة؟

نشر
خطة ترامب
خطة ترامب

أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تفاعلات واسعة في الصحافة العالمية، حيث انقسمت التغطيات بين من اعتبرها فرصة دبلوماسية نادرة لإنهاء الحرب، ومن رأى فيها انحيازاً لإسرائيل ومحاولة لتكريس واقع استعماري جديد. 

وفيما رحبت بعض العواصم بالمبادرة، ربطت صحف كبرى نجاحها بموقف حركة حماس وتعقيدات المشهد الفلسطيني، محذّرة من أن غياب الضمانات والجدول الزمني قد يحوّلها إلى مشروع هش ينهار عند أول اختبار.

واشنطن بوست:


رأت صحيفة واشنطن بوست أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تحمل وعوداً كبيرة، لكنها تكشف أيضاً مفارقات جوهرية. 

واعتبرت أن الخطة أقرب إلى منح إسرائيل "نصراً كاملاً" من خلال إخراج حركة حماس من المشهد، وفي الوقت نفسه تمنح ترامب فرصة لإعادة تقديم نفسه كـ"صانع سلام".

 ورغم الإطار التفصيلي الذي يشمل "مجلس سلام" وقوة استقرار دولية، شددت الصحيفة على أن الرهان على تفكك حماس طواعية أمر غير واقعي، وخَلُصت إلى أن المشروع يبدو أكثر طموحاً وأملاً منه مساراً عملياً قابلاً للاستدامة.

تايم:
أما مجلة تايم الأمريكية، فاعتبرت أن خطة ترامب لإنهاء حرب غزة حظيت بدعم دولي واسع، لكنها واجهت انتقادات حادة من محللين وصفوها بالمنحازة لإسرائيل.

 وأشارت إلى أن الشروط المفروضة على حماس قد تكون "مستحيلة"، وأنها تمنح إسرائيل اليد العليا، ما يجعل الخطة غطاءً سياسياً لاستمرار الحرب أكثر من كونها حلاً واقعياً. 

وأضافت أن التحدي الحقيقي يكمن في إقناع حماس وتجاوز الانقسامات الداخلية الفلسطينية، محذّرة من أن التنفيذ معقد ويفتقر إلى الضمانات.

الغارديان:


في بريطانيا، نشرت صحيفة الغارديان تحليلاً رأت فيه أن الخطة تمثل "لحظة فارقة" في الدبلوماسية، إذ حشدت دعماً واسعاً من عواصم عربية وإسلامية وأوروبية، لكنها تركت العقدة الأساسية معلّقة على موقف حماس.

 وأوضحت أن نجاحها مرهون بقبول الحركة، وهو ما يبدو مستبعداً في ظل شروط تتعلق بالتخلي عن الحكم ونزع السلاح. واستشهدت الصحيفة بمواقف من سكان غزة وصفوا المبادرة بأنها "غير واقعية"، لتخلص إلى أن الأزمة مرشحة للاستمرار وأن الترحيب الدولي قد يصطدم بجدار الرفض على أرض الواقع.

الإندبندنت:
أما صحيفة الإندبندنت البريطانية، فذهبت أبعد من ذلك، إذ قالت في افتتاحيتها: "لا تنخدعوا، خطة ترامب للسلام في غزة خدعة استعمارية"

واعتبرت أن الخطة توهم بوجود طريق نحو الدولة الفلسطينية، لكنها في الحقيقة تكرّس سيطرة إسرائيل عبر إدارة دولية مؤقتة، وتؤجل معالجة قضايا أساسية مثل مستقبل الضفة الغربية والاحتلال. ورأت الصحيفة أن إقصاء الفلسطينيين عن صياغة الحل يضع شروطاً تعجيزية، وأن أي تنفيذ بلا مشاركة فلسطينية فاعلة وضمانات دولية حقيقية سيغذي المقاومة ويعيد إنتاج العنف.

لوموند:


من جانبها، لفتت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن خطة ترامب تبدو للوهلة الأولى "فرصة لسلام دائم في الشرق الأوسط"، لكنها تقوم على أسس هشة وتفتقر إلى جدول زمني ملزم لانسحاب الجيش الإسرائيلي. 

وحذّرت من أن "البيت الذي بُني قد ينهار عند أول انتكاسة". كما أشارت إلى عودة جاريد كوشنر إلى المشهد السياسي، مذكّرة بتصريحاته السابقة التي دعا فيها إلى إنشاء "منطقة آمنة" في صحراء النقب لنقل سكان غزة إليها، وإشادته بالقيمة الاستثمارية لواجهة القطاع البحرية.