مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مسيرات إسرائيلية تقصف بالغاز محيط مستشفى الشفاء في غزة

نشر
الأمصار

شهدت مدينة غزة، الثلاثاء، تصعيداً خطيراً بعدما ألقت مسيّرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" قنابل غاز ودخان على منازل المدنيين في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي المدينة، في وقت يعج فيه المستشفى بالمرضى والمصابين والنازحين من مناطق أخرى، ما أثار مخاوف واسعة من وقوع كارثة إنسانية.

ووفق شهادات عيان، فإن المسيّرات الإسرائيلية حلّقت على ارتفاعات منخفضة قبل أن تلقي عشرات القنابل الغازية على المناطق السكنية المحيطة بالمجمع، الأمر الذي تسبب في تسلل الدخان إلى غرف المرضى داخل المستشفى. وقد أثار ذلك حالة من الذعر بين المصابين والطواقم الطبية التي تعاني أساساً من ضغط شديد نتيجة تزايد أعداد الجرحى.

ويعتبر مستشفى الشفاء أكبر منشأة طبية في قطاع غزة، ويضم آلاف النازحين الذين لجأوا إلى ساحاته وأروقته بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على الأحياء الشمالية والشرقية. ويقول سكان محليون إن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى دفع المدنيين قسراً نحو الجنوب، ضمن سياسة التهجير التي ينتهجها منذ أشهر.

من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن ما يقرب من نصف مليون فلسطيني محاصرون حالياً في مدينة غزة، داخل مساحة لا تتجاوز 8 كيلومترات مربعة. ووصفت الوكالة الوضع بأنه "لا إنساني"، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية وشحّ الغذاء والماء والدواء.

وتأتي هذه التطورات في إطار خطة إسرائيلية أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر في 8 أغسطس الماضي لاحتلال مدينة غزة بالكامل. وقد أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية تحت اسم "عربات جدعون 2" في 11 أغسطس، متبناً أساليب عسكرية وصفت بالـ"غير تقليدية"، منها نسف منازل بواسطة روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي مكثف، إلى جانب إطلاق نار عشوائي وتوغلات برية.

وتبلغ مساحة محافظة غزة نحو 74.6 كيلومتر مربع، وتؤكد مصادر فلسطينية أن إسرائيل تسيطر على معظمها وتواصل التوسع تدريجياً. ومع تزايد الضغوط على المستشفيات، حذرت منظمات حقوقية محلية ودولية من أن استمرار الهجوم على مناطق مكتظة بالمدنيين سيؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، خاصة مع انهيار البنية التحتية الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.