تونس: "أسطول الصمود" يقترب من غزة وسط استنفار إسرائيلي ودعم أوروبي

كشف نبيل الشنوفي، عضو الهيئة التسييرية لـ"أسطول الصمود" لكسر الحصار عن غزة، أن الأسطول بات على بعد 350 ميلاً فقط من سواحل القطاع، أي ما يعادل أقل من 500 كيلومتر، مرجحاً وصوله خلال ثلاثة أيام.
وأوضح في تصريحات لإذاعة موزاييك التونسية أن عدة دول أوروبية، بينها اليونان وإسبانيا وإيطاليا، أرسلت سفناً حربية لمرافقة الأسطول وتوفير الحماية له بعد تعرضه سابقاً لهجمات بالطائرات المسيرة والمقذوفات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وصول الأسطول قد يستغرق أربعة أيام، مؤكدة أن البحرية الإسرائيلية كثّفت تدريباتها الميدانية مؤخراً تحسباً لأي محاولة لاختراق الحصار البحري المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً.
وشملت هذه التدريبات عمليات اعتراض السفن والسيطرة عليها في عرض البحر، وسط استنفار أمني وصحي داخل إسرائيل.
ويضم "أسطول الصمود العالمي" عشرات النشطاء من مختلف الجنسيات، بينهم برلمانيون أوروبيون وأمريكيون، جاؤوا للتضامن مع سكان غزة والمطالبة بإنهاء الحصار. ووفق اللجنة الدولية لكسر الحصار، فقد أبحر أسطول إضافي من ميناء سان جيوفاني لي كوتي في مدينة كتانيا الإيطالية، يضم 8 سفن بمشاركة أكثر من 70 ناشطاً يمثلون أكثر من 20 دولة، إلى جانب 9 نواب منتخبين من برلمانات أوروبية والولايات المتحدة.

وطالب أكثر من 200 نائب أوروبي في رسالة مشتركة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي بتوفير حماية دولية عاجلة لأسطول كسر الحصار، مؤكدين أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحرية الملاحة".
وتشير مصادر ميدانية إلى أن مشهد الأسطول هذه المرة مختلف عن المحاولات السابقة، إذ يحظى بزخم شعبي ورسمي أكبر، خصوصاً مع انخراط برلمانيين منتخبين ودعم دول أوروبية بالسفن الحربية المرافقة. ويرى مراقبون أن نجاح الأسطول في الوصول إلى سواحل غزة قد يضع إسرائيل أمام مأزق سياسي وإنساني كبير، بينما اعتراضه بالقوة قد يثير أزمة دبلوماسية واسعة مع الاتحاد الأوروبي.
ويأتي تحرك "أسطول الصمود" في وقت تعيش فيه غزة أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة الحصار، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة وانتشار الأوبئة.