مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الإخوان في السودان.. اتهامات بإفشال جهود وقف الحرب

نشر
الأمصار

مع تصاعد المساعي الدولية والإقليمية لوقف الحرب المدمرة في السودان، التي اندلعت منذ أبريل 2023 وأودت بحياة نحو 150 ألف شخص وتسببت في تشريد أكثر من 10 ملايين آخرين، تتزايد الاتهامات الموجهة لتنظيم الإخوان المسلمين بالعمل على تعطيل أي مبادرة سياسية تهدف لإنهاء النزاع.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه "المجموعة الرباعية" خارطة طريق جديدة لوقف إطلاق النار، شنت قيادات ومنصات إعلامية مرتبطة بالتنظيم حملة منظمة تهدف إلى التشكيك في هذه الجهود. 

ويقول مختصون لموقع سكاي نيوز عربية إن الإخوان يستغلون نفوذهم داخل الجيش السوداني، إضافة إلى شبكات تضليل إعلامي واسعة، من أجل خلق رأي عام معارض لإنهاء القتال.

الصحفي السوداني عادل سيد أحمد أوضح أن التنظيم "يسعى لإبقاء الحرب مشتعلة باعتبارها معركة وجودية"، مشيراً إلى أن أي تسوية سلمية قد تعيد مسار الثورة، وتفتح الباب مجدداً أمام عودة الحكم المدني، وما يتبعه من محاسبة لقياداته على ملفات الفساد والتمكين خلال ثلاثة عقود من الحكم.

من جانبه، يرى الخبير العسكري السوداني كمال إسماعيل أن نفوذ الإخوان داخل المؤسسة العسكرية يمثل عقبة رئيسية أمام أي حل سياسي.

 وأكد أن "الجيش تعرض لعملية أدلجة منذ عام 1989، بعد إقصاء آلاف الضباط المهنيين لصالح كوادر موالية"، مشدداً على أن الإصلاح العسكري بات ضرورة لفصل المؤسسة عن التنظيم والحفاظ على مهنيتها.

أما على الصعيد الإعلامي، فيشير الصحفي محمد المختار محمد، المتخصص في مكافحة التضليل، إلى أن الإخوان يمتلكون "آلة دعائية ضخمة تنفق ملايين الدولارات، تهدف إلى شيطنة القوى المدنية والدفع باتجاه استمرار القتال".

ويرى خبراء أن الوضع الدولي الحالي قد يكون مختلفاً هذه المرة، إذ كشف المستشار القانوني السوداني إسماعيل مضوي، وهو مسؤول سابق بالأمم المتحدة، أن وزارة الخزانة الأميركية أعدت مصفوفة عقوبات صارمة بحق معرقلي جهود السلام. وتشمل الإجراءات المقترحة إدراج شخصيات على قوائم الإرهاب، وتجميد الأصول، وحظر السفر، ووقف الإمدادات العسكرية، مع مراعاة استثناءات إنسانية تتعلق بالغذاء والدواء.

ويؤكد مراقبون أن فعالية هذه العقوبات ستكون أكبر بفضل قوانين مثل "ماغنيتسكي" وتعاون إقليمي أسرع، وهو ما قد يزيد الضغوط على الأطراف الرافضة للحل السلمي في السودان.