ترامب يبحث مع أردوغان وقف شراء النفط الروسي وتعزيز التعاون الدفاعي

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع تركيا في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، مشيراً إلى أن المباحثات التي عقدت مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة واشنطن تناولت عدداً من الملفات الاستراتيجية التي تهم الطرفين.
وقال ترامب، في تصريحات من داخل البيت الأبيض على هامش اللقاء، إن أحد أبرز أهدافه خلال المحادثات يتمثل في إقناع أنقرة بالتوقف عن شراء النفط الروسي، موضحاً أن الولايات المتحدة ترى أن استمرار اعتماد بعض الدول على موارد الطاقة الروسية يمنح موسكو أوراق ضغط إضافية في سياق الصراعات الدولية الجارية.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن النقاشات شملت كذلك ملف توسيع نطاق التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وتركيا، مشدداً على أهمية دفع العلاقات الاقتصادية نحو مستويات أكثر شمولاً، بما يحقق مصالح البلدين ويسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
كما أشار إلى أن ملف طائرات إف-16 كان حاضراً بقوة على طاولة البحث، مؤكداً أن التعاون الدفاعي يمثل ركيزة أساسية في الشراكة بين أنقرة وواشنطن داخل إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو).
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لقاءه مع ترامب أتاح فرصة لمناقشة اتفاقيات جديدة في مجال التسليح، لافتاً إلى أن بلاده تتطلع إلى تطوير شراكة دفاعية أكثر عمقاً مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على سياساتها المستقلة في مجال الطاقة.

ويأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات التركية – الأمريكية تباينات ملحوظة، خصوصاً فيما يتعلق بملفات شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، والوجود العسكري في شمال سوريا، إضافة إلى موقف تركيا من العقوبات المفروضة على روسيا. ورغم هذه التحديات، يؤكد الطرفان باستمرار رغبتهما في الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، والعمل على تجاوز الخلافات من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي.
ويرى مراقبون أن ملف الطاقة سيبقى نقطة خلافية أساسية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص دور روسيا كمصدر رئيسي للنفط والغاز، بينما تحرص تركيا على تنويع مصادرها لضمان أمنها الطاقي. ومع ذلك، يبقى التعاون في مجالات التسليح والتجارة محوراً يمكن أن يسهم في موازنة العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.