نزيف الصومال يتواصل وسط فوضى سياسية وأمنية

شهد شرق أفريقيا خلال الساعات الماضية تصاعدًا لافتًا في التوترات الأمنية والسياسية، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الحكومة الفيدرالية والمعارضة في العاصمة مقديشو، بالتزامن مع هجمات دامية شنّتها حركة الشباب الإرهابية في مناطق عدة.
ففي العاصمة، وقعت مواجهات قرب مركز شرطة "وارتا نبادا" بين قوات الأمن والحراسة الخاصة لعدد من قادة المعارضة، بينهم فريق حماية الرئيس السابق شريف شيخ أحمد – الصومال. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى، في وقت لم تُعلن فيه حصيلة رسمية دقيقة.
واتهمت الحكومة الفيدرالية المعارضة بمحاولة السيطرة على المجمع الأمني بالقوة، ووصفت الحادث بأنه تهديد مباشر لأمن العاصمة.
بينما نفت المعارضة تلك الرواية، معتبرة ما جرى "كمينًا مدبرًا" استهدف قياداتها خلال زيارة ميدانية لدعم المدنيين المتضررين من العمليات العسكرية الأخيرة.
من جانبه، أعلن عمدة مقديشو حسن محمد حسين "مونجاب" فرض إجراءات صارمة لمنع مظاهرات كانت المعارضة تخطط لها، محذرًا من أن أي احتجاج غير مرخّص سيُواجه بـ"رد أمني حازم".
لكن المعارضة ردت باتهام الحكومة باستخدام "الترهيب السياسي لقمع الحق في التظاهر السلمي".
التوتر السياسي تصاعد أكثر مع إعلان منتدى الإنقاذ الوطني – ائتلاف معارض في الصومال عزمه رفع دعوى قضائية ضد الرئيس حسن شيخ محمود وكبار المسؤولين، بتهم تتعلق بالفساد وانتهاك الدستور، وهو ما ينذر بتعمق الانقسام الداخلي.
بالتوازي مع ذلك، شنّت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم "القاعدة" هجومًا دمويًا في منطقة "باي" قرب بلدة بورهاكابو، بدأ بتفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة تلاها إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وفي المقابل، أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطنية الصومالية عن عملية ناجحة في بلدة موكوري بمنطقة هيران، نفذتها بدعم من شركاء دوليين، أسفرت عن مقتل ثلاثة من قادة الحركة بينهم عبدي هيراي، الذي وُصف بأنه "العقل المدبر" لعدد من الهجمات الدامية.
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة تعكس طبيعة الأزمة المركبة في الصومال، حيث تواصل الحكومة تحقيق اختراقات أمنية ضد الجماعة الإرهابية، لكنها تظل عُرضة لهجمات مفاجئة، فيما يفاقم الصراع السياسي الداخلي هشاشة المشهد الأمني في البلاد.