السودان يسجل إصابات بحمى الضنك في ثلاث محليات بنهر النيل

السودان أعلنت وزيرة الصحة بولاية نهر النيل السودانية، ماجدة عبد الله، عن تسجيل حالات إصابة مؤكدة بحمى الضنك في ثلاث محليات بالولاية، وهي عطبرة وشندي والمتمة، مشيرة إلى أن المسح الميداني كشف وجود بعوض الزاعجة المصرية الناقل للمرض في تلك المناطق.
وأكدت الوزيرة أن الوباء ما يزال محصوراً في نطاق إداري محدود داخل المحليات الثلاث، ما يمنح السلطات الصحية فرصة للسيطرة عليه قبل انتشاره على نطاق أوسع، داعية إلى تعزيز التعاون بين المجتمع المحلي والمؤسسات الصحية من أجل محاصرة البؤر المصابة.
وشددت عبد الله على أن بعوض الزاعجة يتكاثر غالباً داخل المنازل، لا سيما في أماكن تجمع المياه غير المعالجة، وهو ما يتطلب من المواطنين المشاركة الفاعلة في عمليات تجفيف الأحواض وأوعية المياه والمستنقعات لمنع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتُعد حمى الضنك واحدة من أكثر الأمراض الفيروسية المنقولة بواسطة البعوض انتشاراً في السودان خلال العقدين الأخيرين، حيث تكررت موجات تفشيها في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف. وساهم ضعف البنية التحتية للصرف الصحي وتخزين المياه في ظروف غير آمنة في زيادة معدلات الإصابة وانتقال العدوى بين السكان.
ويتزامن ظهور الإصابات الجديدة في ولاية نهر النيل مع أوضاع إنسانية وصحية متدهورة تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي أدت إلى انهيار العديد من المرافق الصحية ونقص الإمدادات الطبية الأساسية.
ويرى خبراء أن هذه الظروف تزيد من خطورة تفشي الأوبئة والأمراض المعدية، بما في ذلك حمى الضنك، في ظل غياب الإمكانيات الكافية للاستجابة السريعة.
وطالبت وزارة الصحة في ولاية نهر النيل السكان بضرورة رفع درجة الوعي المجتمعي حول خطورة المرض وطرق الوقاية منه، مؤكدة أن الجهود الحكومية وحدها غير كافية دون مشاركة حقيقية من المواطنين، لاسيما في إزالة أماكن تجمع المياه التي تُعد البيئة المثالية لتكاثر البعوض.
ويرى مراقبون أن التنسيق بين السلطات الصحية المحلية والمنظمات الإنسانية العاملة في السودان سيكون عاملاً حاسماً في الحد من انتشار حمى الضنك، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي السوداني منذ بداية الصراع.