«ترامب» يطلب تحقيقًا في «الحوادث المشؤومة» خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة

في مشهد يعكس تصاعد التوتر داخل أروقة السياسة الدولية، فجّر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، موجة جديدة من الجدل بطلبه فتح تحقيق رسمي فيما وصفه بـ«الحوادث المشؤومة» التي وقعت خلال حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة، مُلمحًا إلى ما اعتبره استهدافًا مُمنهجًا له ولبلاده على المسرح الدولي.
وفي هذا الصدد، أعلن دونالد ترامب، أنه سيبعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش» يُطالب فيها بالتحقيق في «الحوادث المشؤومة» التي وقعت له خلال زيارته للجمعية العامة، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، اليوم الخميس.
ترامب يروي وقائع مشؤومة
وقال ترامب: «لم يكن هذا مصادفة، بل كان تخريبا.. وقعت فضيحة حقيقية في الأمم المتحدة أمس ليس حادثا واحدا، ولا حادثين، بل ثلاثة أحداث مشؤومة للغاية، أولا، توقف السلم المتحرك المؤدي إلى القاعة الرئيسية فجأة، ومن المدهش أنني وميلانيا لم نسقط على الحواف الحادة لهذه الدرجات الفولاذية، ووجوهنا متجهة نحو الأمام».
وأضاف: «كل ما في الأمر أننا كنا متمسكين في حاجز الدرج بإحكام، وإلا لكانت كارثة. كان هذا تخريبا مطلقا»، مؤكدا أنه «سينقل هذه الرسالة إلى الأمين العام ويطالب بإجراء تحقيق فوري».
وتابع الرئيس الأمريكي: «يجب اعتقال من فعلوا ذلك! ثم، بينما كنت أقف أمام حشد من ملايين الأشخاص حول العالم على شاشات التلفزيون، وأمام قادة مهمين في القاعة، لم يعمل جهاز التلقين الخاص بي. كان الظلام دامسا».
ترامب يلوم الخدمة السرية
كما أوضح ترامب: "فكرت في نفسي على الفور: يا إلهي، أولا حادثة السلم المتحرك، والآن جهاز التلقين سيء للغاية. ما هذا المكان؟، ثم شرعت في إلقاء خطاب بدون جهاز تلقين، والذي بدأ بعد حوالي 15 دقيقة"، محملا "جهاز الخدمة السرية الأمريكي المسؤولية الكاملة عن الحوادث".
وأكد ترامب أن "الخبر السار هو أن الخطاب قد نال تقييمات رائعة"، قائلا: "ربما قدروا حقيقة أن قلة قليلة من الناس كانت قادرة على فعل ما فعلته".
وتعرّض الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أثاء دخوله مبنى مقر الأمم المتحدة لإلقاء الخطاب أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء لبعض الحوادث، حيث تعطل السلم الكهربائي أثناء صعوده مع زوجته «ميلانيا»، كما تعطل جهاز التلقين.
ترامب: «الأمم المتحدة والقادة الأوروبيون يقودون بلدانهم إلى الجحيم»
في خطاب اتّسم بالحدة ووضوح الرسائل، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من لهجته تجاه المؤسسات الدولية والقادة الأوروبيين، مُتهمًا إياهم بدفع بلدانهم «نحو مصير مُظلم»، وسط تصاعد التوترات بين واشنطن والعواصم الأوروبية.
هجوم جديد من ترامب
وفي هذا الصدد، دعا دونالد ترامب، زملاءه في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف الهجرة وإنهاء الحرب ضد تغير المناخ، مُستهدفًا اثنتين من القضايا: «الهجرة والطاقة»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الأربعاء.
واستهدف «ترامب» بشكل خاص قادة الدول الأوروبية، «إذا أردتم استعادة عظمتكم».. وفي خطاب ألقاه من أكبر منصة دولية، انتقد الرئيس ترامب أولويات المنظمة، لكنه قال إنها تتمتع «بإمكانات هائلة»، لكن الرسالة التي وجهها بعبارات حادة على غير العادة في الاجتماع السنوي لقادة العالم، اُنتقدت قيّم المنظمة التي تسعى إلى الحد من مُعاناة الصراعات العالمية، ومعالجة تغير المناخ.
لطالما سعى ترامب إلى الحد من الهجرة في بلده والتخلي عن التزاماته المناخية داخل حدود الولايات المتحدة، لكنه لم يُكرّس وقتًا كافيًا لدعوة الدول الأخرى إلى القيام بالمثل.
ترامب يرفض التعاون الدولي
في خطابه الذي استمر قرابة الساعة يوم الثلاثاء - أي ما يقرب من أربعة أضعاف المُدة الرسمية البالغة (15 دقيقة) - أكد ترامب هذه الأولويات، مُعلنًا أن «على كل دولة أن تُقدّم مصالحها الخاصة على أجندة تعاونية أوسع».
وقال ترامب للقادة في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة: «الهجرة والتكلفة الباهظة لما يُسمى بالطاقة المتجددة الخضراء تُدمّر جزءًا كبيرًا من العالم الحر، والدول التي تُقدّر الحرية تتلاشى بسرعة بسبب سياساتها في هذين الموضوعين.. أنتم بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا أردتم استعادة عظمتكم».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «أمام أوروبا طريق طويل، والعديد من دولها على شفا الدمار بسبب أجندة الطاقة الخضراء.. الهجرة وأفكارهم الانتحارية في مجال الطاقة ستؤديان إلى هلاك أوروبا».
ترامب يُحذّر من الهجرة
كما أكد ترامب على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الهجرة، قائلًا: «بدون إجراءات سريعة بشأن الهجرة، ستذهب بلدانكم إلى الجحيم، لقد حان الوقت لإنهاء تجربة الحدود المفتوحة الفاشلة، وعليكم إنهاؤها الآن». كما تحدى بقوة قضية تغير المناخ.
وتُساعد «الأمم المتحدة» في تمويل نظام الهجرة الدولي الذي يُوفّر الدعم والمأوى للاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء العالم، وتعزيز نظام اللجوء الذي يضمن أن الأشخاص الذين يُواجهون الحرب في وطنهم لديهم الحق في طلب الحماية خارج حدودهم.
ترامب ضد نظام المناخ
وفي العقود الأخيرة، استخدم قادة العالم الأمم المتحدة لبناء نظام عالمي لمكافحة تغير المناخ الناتج عن غازات الاحتباس الحراري، ويتعارض كلًا الموقفين مع أجندة ترامب.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أكد، أن الدول الأوروبية تتجه نحو الهاوية بسبب «الهجرة»، مُشيرًا إلى أن «قضيتي الهجرة والطاقة وحش برأسين يُدمّران أوروبا».
«ترامب» يبحث عن «نوبل».. و76% من الأمريكيين لا يرونه جديرًا بها
من ناحية أخرى، «جائزة نوبل للسلام»، التي كثيرًا ما ارتبطت بأسماء شكّلت تحوُّلات في مسار الإنسانية، تحوّلت اليوم إلى هدف سياسي يسعى إليه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، رغم أن «غالبية الأمريكيين» لا يرون فيه رمزًا للسلام أو من يستحق هذا التقدير.