مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مصرع 5 أشخاص اختناقا في حفرة صرف صحي بالمغرب

نشر
الأمصار

لقي خمسة أشخاص مصرعهم اختناقًا، أربعة منهم من عائلة واحدة، مساء اليوم الأربعاء، في حادث مأساوي وقع بدوار النواصر التابع لجماعة سيدي بوزيد، في إقليم شيشاوة وسط المغرب، وذلك في أثناء أعمال تنقية حفرة مخصصة للصرف الصحي.

وبحسب صحف محلية، فقد تدخلت السلطات فور تلقيها بلاغًا بوجود ضحايا داخل الحفرة، حيث هرعت عناصر الوقاية المدنية والسلطات الأمنية والمحلية إلى عين المكان، وتمكنت من انتشال الجثامين الخمسة.

وقد جرى نقل الضحايا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي في شيشاوة، فيما باشرت مصالح الدرك الملكي تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على حيثيات الحادث وتحديد المسؤوليات المحتملة.

وتشير المعطيات الأولية إلى أن الحادث قد يكون ناجمًا عن استنشاق الغازات السامة المنبعثة من الحفرة، مثل غاز الميثان وكبريتيد الهيدروجين، وسط ترجيحات بوجود تقصير في شروط السلامة والوقاية في أثناء مباشرة الأشغال.

في السياق ذاته، لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن كافة الملابسات المحيطة بالواقعة، التي خلفت صدمة في أوساط سكان الدوار والمنطقة عمومًا، حيث خيم الحزن على أهالي المنطقة بعد رحيل أربعة أفراد من عائلة واحدة، إضافة إلى شخص خامس من عائلة أخرى.
وكان تتواصل في جهة الداخلة – وادي الذهب، جنوب المملكة المغربية، التجارب التقنية لنظام «Seawing»، وهو ابتكار متقدم يهدف إلى استخدام طاقة الرياح لدفع السفن، في إطار الجهود العالمية لتقليص الانبعاثات الكربونية وتحقيق انتقال بيئي مستدام في قطاع النقل البحري.

ابتكار فرنسي بخبرة «إيرباص»

المشروع تُشرف عليه الشركة الفرنسية Airseas، التي تأسست عام 2016 على يد مهندسين سابقين في «إيرباص»، وكرّست جهودها لتطوير حلول تكنولوجية خضراء توظّف الطاقة النظيفة في الملاحة البحرية.

كيف يعمل نظام «Seawing»؟

يعتمد النظام على جناح ضخم شبيه بمظلات الطائرات الشراعية يُثبت في مقدمة السفينة ويُدار أوتوماتيكياً بالكامل عبر خوارزميات ذكية تحلل اتجاه الرياح وسرعتها وتضبط زوايا الجناح لتحقيق أقصى فعالية في الدفع الهوائي.
ويتميّز الجناح بقدرته على الانفتاح والانطواء ذاتياً دون تدخل بشري، مما يسمح بتشغيله أو تعطيله عند الحاجة، ويساهم في تقليص استهلاك الوقود بنسبة قد تصل إلى 20% وفق تقديرات الشركة.

السياق المغربي

تحمل هذه التجارب دلالة خاصة بالنسبة للمغرب، الذي يسعى إلى ترسيخ موقعه كمختبر مفتوح للتقنيات البيئية المبتكرة، بالاستفادة من موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين الأطلسي والمتوسط، ومن التزامه بالتحول نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون، بما ينسجم مع أهداف النموذج التنموي الجديد والاتفاقيات المناخية الدولية.

بعد عالمي

على الصعيد الدولي، يُنظر إلى تقنية «Seawing» كأحد أبرز الابتكارات الهادفة إلى تقليص البصمة البيئية لقطاع الشحن البحري، المسؤول عن ما بين 2.5% و3% من الانبعاثات الكربونية العالمية.
ويرى خبراء أن اعتماد هذه التقنية في الداخلة يمثل خطوة رمزية وإستراتيجية، تعكس قدرة المغرب على احتضان المشاريع التكنولوجية المتقدمة، كما تُبرز انفتاح الشركات الأوروبية على التعاون مع الشركاء الأفارقة في مجال النقل المستدام.

آفاق مستقبلية

من المنتظر أن تعرف تقنية «Seawing» انتشاراً أوسع في السنوات المقبلة، خاصة بعد نجاح مرحلة التجريب الميداني في الداخلة، ما قد يمهّد لتحولات جذرية في قطاع النقل البحري العالمي في ظل الضغوط التنظيمية المتزايدة على شركات الشحن لتقليص بصمتها الكربونية.