اقتصاد النبيذ في تونس.. صناعة تحتكرها الدولة وتدر ملايين الدولارات

مع انطلاق موسم جني العنب في تونس، يشهد قطاع صناعة النبيذ نشاطاً ملحوظاً، إذ يعد هذا القطاع من أهم مصادر الدخل الزراعي والصناعي للبلاد، ويحقق نحو 160 مليون دولار سنوياً لخزينة الدولة التي تحتكر إنتاج النبيذ وتوجه جزءاً كبيراً منه للتصدير والفنادق والأسواق المحلية.
وتنتج تونس سنوياً نحو 32 مليون قارورة نبيذ، وتعتبر الدولة الأولى عربياً في استهلاك الكحول، والسادسة على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط مع نحو مليوني مستهلك. وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصناعة التونسية إلى أن صناعة النبيذ تأتي في المرتبة الثالثة بعد زيت الزيتون والتمور من حيث الأهمية الاقتصادية والزراعية.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أكد رئيس غرفة مصنّعي المشروبات الكحولية محمد بالشيخ أن تونس تضم نحو 13 مصنعاً لصناعة النبيذ يوفر نحو 4 آلاف فرصة عمل مباشرة، إضافة إلى 2,500 مزارع يعملون في زراعة العنب، ليبلغ إجمالي فرص العمل المرتبطة بالقطاع نحو 21 ألف وظيفة. وأوضح بالشيخ أن المساحات المخصصة لزراعة عنب التحويل تراجعت بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين بسبب التغيرات المناخية، حيث انخفضت من 19 ألف هكتار عام 2010 إلى 5 آلاف هكتار حالياً.

من جانبه، قال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري، شكري بوزيري، إن إنتاج الموسم الحالي من عنب التحويل بلغ نحو 17 ألف طن مقابل 25 ألف طن في الموسم السابق، أي بتراجع بين 25 و30% نتيجة تقلص المساحات المزروعة وتأثير الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج والأسمدة.
ودعا بوزيري إلى ضرورة تشجيع المزارعين على تجديد غراسات العنب لتعزيز الإنتاج والنهوض بهذا القطاع المهم اقتصادياً.
بدوره، أكد الناشط المدني بمحافظة نابل، محمد أمين الفازع، أن صناعة النبيذ في تونس ترجع جذورها إلى العصور الفينيقية، وتتميز جودتها العالية بفضل المناخ المتوسطي المعتدل في شمال البلاد، لا سيما في محافظتي نابل وسيدي بوزيد، حيث تساهم الأولى بحوالي 66% من الإنتاج الوطني. وأضاف الفازع أن الاستثمار في هذا القطاع يمكن أن يعزز الاقتصاد الوطني ويزيد من فرص التصدير ويحفز التشغيل.
ويظل قطاع صناعة النبيذ في تونس أحد الأعمدة الاقتصادية الهامة التي تجمع بين التراث الزراعي والصناعي، ما يجعله مصدراً رئيسياً للدخل والتشغيل، ويستحق اهتماماً أكبر لضمان استدامة الإنتاج ومواصلة التطور في الأسواق المحلية والدولية.