مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

غزة على حافة الانهيار الصحي.. المستشفيات مهددة بالتوقف بسبب نفاد الوقود

نشر
الأمصار

أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الثلاثاء، تحذيراً شديد اللهجة بشأن الأوضاع الصحية، مؤكدة أن المستشفيات العاملة تواجه خطر التوقف الكامل عن تقديم خدماتها خلال أيام قليلة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن أزمة نقص الوقود فيما تبقى من مستشفيات عاملة في قطاع غزة تدخل مرحلة غاية في الخطورة، مشيرة إلى أن الإجراءات الفنية والهندسية لجدولة فترات التشغيل أصبحت غير مجدية مع توقف إمدادات الوقود.

وأضاف البيان أن توقف الأقسام الحيوية سيعني فقدان القدرة على علاج الجرحى والمرضى، وتعريض حياتهم للخطر المباشر، محذراً من "مشاهد قاسية قد تحملها الأيام القليلة المقبلة مع انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل".

مستشفيات خارج الخدمة

وكانت الوزارة قد أعلنت، أمس الإثنين، خروج مستشفيين رئيسيين في مدينة غزة عن الخدمة، نتيجة تصاعد الهجوم البري الإسرائيلي والأضرار الكبيرة الناجمة عن القصف.
وأوضح البيان أن مستشفى الرنتيسي للأطفال تعرض قبل أيام لقصف مباشر أدى إلى أضرار جسيمة في بنيته التحتية، فيما خرج مستشفى العيون عن الخدمة أيضاً بعد تعرض محيطه لقصف إسرائيلي متكرر.

استهداف ممنهج للقطاع الصحي

واتهمت وزارة الصحة الجيش الإسرائيلي بانتهاج سياسة ممنهجة لضرب القطاع الصحي، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد استهداف المستشفيات والمنشآت الطبية في محافظة غزة "ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها ضد السكان المدنيين".
وأضاف البيان: "الاحتلال لا يكتفي بتدمير المنازل والبنية التحتية، بل يسعى أيضاً إلى شل قدرة المستشفيات على تقديم خدماتها، وهو ما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية في القطاع".

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

مع استمرار انقطاع إمدادات الوقود، شددت الوزارة على أن "المنظومة الصحية باتت على حافة الانهيار"، ودعت المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية والإغاثية إلى التدخل العاجل لضمان وصول الوقود إلى المستشفيات وتجنب "كارثة لا يمكن توقع نتائجها".
وأكدت أن مئات المرضى في غرف العناية المركزة وحضانات الأطفال ووحدات غسيل الكلى مهددون بالموت في حال توقف الكهرباء، إضافة إلى آلاف الجرحى الذين يتلقون العلاج يومياً نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

عامان من الحرب واستمرار الهجوم البري

ويأتي هذا التحذير بعد مرور نحو عامين على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلفت دماراً واسعاً في البنية التحتية المدنية والخدمات الأساسية. 

وتصف إسرائيل مدينة غزة بأنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، فيما يواصل جيشها تنفيذ هجوم بري منذ مطلع الشهر الجاري، يتخلله تقدم الدبابات إلى عمق المدينة، وهدم المزيد من المباني السكنية التي يقول إنها تُستخدم لأغراض عسكرية.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى القطاع الصحي في غزة يواجه معركة موازية، ليس فقط مع الجراح والدمار الناتج عن القصف، وإنما مع انقطاع الوقود الذي ينذر بإطفاء آخر أمل لآلاف المرضى في البقاء على قيد الحياة.