الخارجية الأمريكية تؤكد التواصل مع البرهان وحميدتي عبر قنوات متعددة لتهدئة الصراع

في سياق الجهود الأميركية الرامية إلى إنهاء النزاع المسلح في السودان، أكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن الإدارة الأميركية تواصل اتصالاتها مع الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، قائد الجيش السوداني، وكذلك مع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، أو من ينوب عنهما، وذلك عبر قنوات دبلوماسية متعددة تهدف إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد. المسؤول الأميركي امتنع عن الإفصاح عن تفاصيل تلك الاتصالات أو طبيعة المناقشات الجارية بين الأطراف.
وبحسب تقارير، أوضح المسؤول أن واشنطن اتخذت خطوات عقابية جديدة ضد كيانات وشخصيات سودانية، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقليص نفوذ الحركة الإسلامية في السودان، والتي وصفها بأنها تحمل “إرثاً خبيثاً”، إلى جانب كبح أنشطة إيران الإقليمية التي ساهمت، وفق تعبيره، في تأجيج الصراعات وزعزعة الاستقرار، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين. وفي هذا السياق، فرضت الولايات المتحدة قبل أسابيع عقوبات على جبريل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، وعلى جماعة البراء بن مالك، متهمةً إياهما بالمشاركة في تغذية الصراع القائم، وبإقامة علاقات مباشرة مع إيران.
وجاءت هذه العقوبات بعد وقت قصير من إعلان وزراء خارجية الآلية الرباعية رفضهم القاطع لأي دور للجماعات الإسلامية المتطرفة، سواء تلك المنضوية تحت جماعة الإخوان المسلمين أو المرتبطة بها، في رسم مستقبل السودان، معتبرين أن هذه الجماعات ساهمت في زعزعة الاستقرار وتأجيج العنف في المنطقة.
وزارة الخزانة الأميركية
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخزانة الأميركية، أفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بفرض عقوبات على جبريل إبراهيم محمد فضيل، إلى جانب كتيبة البراء بن مالك، وذلك لتورطهما في الحرب الأهلية السودانية وعلاقتهما الوثيقة بإيران. البيان أشار إلى أن هذه الإجراءات تستهدف تقليص النفوذ الإسلامي داخل السودان، والحد من الأنشطة الإيرانية التي ساهمت في تفاقم الأزمات الإقليمية، مؤكداً التزام واشنطن بالعمل مع شركائها الإقليميين لتحقيق السلام والاستقرار، ومنع تحول السودان إلى ملاذ آمن للجهات التي تهدد المصالح الأميركية.
جون كهيرلي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، صرّح بأن الجماعات الإسلامية السودانية أقامت تحالفات خطيرة مع النظام الإيراني، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديدات تمس الأمن الإقليمي والدولي. وأضاف أن وزارة الخزانة ستواصل استخدام أدواتها العقابية لتعطيل هذه الأنشطة وحماية الأمن القومي الأميركي.
البيان الصادر عن الخزانة الأميركية أشار إلى أن الإسلاميين السودانيين لعبوا دوراً محورياً في عرقلة مسار التحول الديمقراطي في السودان، بما في ذلك تقويض الحكومة الانتقالية المدنية السابقة، وإفشال الاتفاق السياسي الإطاري. كما اتهمت الحركة الإسلامية بالمساهمة في تأجيج الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل نحو 150 ألف شخص، وتشريد أكثر من 14 مليون مواطن داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة على مستوى العالم.
البيان أضاف أن الجماعات الإسلامية تواصل عرقلة جهود وقف إطلاق النار، وتعمل على تعزيز علاقاتها مع الحكومة الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري الإسلامي، الذي يقدم لها دعماً فنياً مباشراً. كما أشار إلى أن حركة العدل والمساواة، التي يتزعمها جبريل إبراهيم، ترتبط تاريخياً بحسن الترابي، أحد أبرز منظّري الثورة الإسلامية السودانية، وأنها دفعت بآلاف من عناصرها للمشاركة في القتال ضد قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير مدن سودانية وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.