إسرائيل تصف الاعتراف البريطاني بفلسطين بـ"المكافأة لحماس"

في خطوة تكشف عن عمق القلق داخل الأوساط السياسية في تل أبيب، أصدرت وزارة خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد، بياناً علّقت فيه على إعلان الحكومة البريطانية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن هذه الخطوة "مكافأة لحركة حماس".
ووفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل، قالت الخارجية الإسرائيلية إن قادة حركة حماس أعلنوا بشكل واضح أن هذا الاعتراف هو "ثمرة أحداث السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى العملية التي نفذتها الحركة العام الماضي ضد الاحتلال وما تبعها من تداعيات سياسية وأمنية في المنطقة.
الرد الإسرائيلي يأتي في وقت يشهد زخماً متزايداً لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، حيث أعلنت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا خلال الأيام الماضية اعترافها بدولة فلسطين.
وقد لاقى هذا التوجه ترحيباً واسعاً من جانب وزارة الخارجية الفلسطينية التي وصفت الاعترافات بأنها "قرارات شجاعة" تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتعكس حرص المجتمع الدولي على تطبيق حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشارت الخارجية الفلسطينية في بيانات سابقة إلى أن هذه الاعترافات تمثل حماية سياسية لمبدأ حل الدولتين، الذي يتعرض لمخاطر جدية بسبب استمرار سياسات الاحتلال القائمة على التوسع الاستيطاني وتهجير الفلسطينيين وارتكاب الانتهاكات اليومية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جانب آخر، يرى محللون أن التصريحات الإسرائيلية تحمل في طياتها دلالات سياسية عميقة، حيث تعكس خشية تل أبيب من أن تتحول موجة الاعترافات الدولية إلى ضغط متصاعد على حكومتها، خاصة مع اتساع الهوة بينها وبين المجتمع الدولي.

ويؤكد مراقبون أن رفض إسرائيل للاعترافات المتتالية يضعها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي الذي يسعى لتسوية عادلة وشاملة، بينما تتمسك حكومة الاحتلال برفضها القاطع لأي حديث عن قيام دولة فلسطينية.
كما تأتي هذه التطورات بالتزامن مع الجهود الإقليمية والدولية التي تقودها السعودية وفرنسا والأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية عبر إعلان نيويورك، الهادف إلى وقف فوري للحرب والتوجه نحو تسوية سلمية تضع حداً للصراع المستمر. وفي هذا السياق، يمثل الاعتراف البريطاني وما تبعه من خطوات مشابهة من دول أخرى تعزيزاً للزخم الدولي الداعي لإنهاء الاحتلال والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي ضوء هذه المستجدات، يبدو أن إسرائيل باتت أكثر عزلة سياسياً، فيما يحقق الفلسطينيون اختراقاً دبلوماسياً يعزز من حضور قضيتهم على الساحة الدولية، ويفتح الباب أمام المزيد من الاعترافات التي قد تغير ملامح المشهد السياسي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.