مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تقارير: موسكو تدفع بمرضى الإيدز والتهاب الكبد إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا

نشر
الأمصار

كشفت صحيفة “التليغراف” البريطانية، نقلاً عن خبراء عسكريين أوكرانيين، أن روسيا شكلت وحدات قتالية تضم جنوداً مصابين بأمراض معدية خطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والتهاب الكبد الوبائي والسل، إضافة إلى أمراض أخرى، وزجت بهم في جبهات القتال بشرق أوكرانيا.

وبحسب المصادر، فإن هؤلاء الجنود يجبرون على ارتداء شارات أو ضمادات على أذرعهم تشير بوضوح إلى إصابتهم، وقد شوهدوا خلال معارك محتدمة حول مدينة بوكروفسك، التي تعد مركزاً لوجستياً محورياً في منطقة دونباس، وتشهد منذ أسابيع معارك عنيفة وسط محاولات روسية متكررة لاختراق دفاعاتها.

دوافع عسكرية وراء الخطوة

يشير محللون إلى أن لجوء موسكو إلى تشكيل مثل هذه الوحدات يعكس النقص المتزايد في القوى البشرية، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الروسية على مدار الحرب. 

ويرى بعض الخبراء أن استخدام الجنود المصابين قد ينظر إليه داخل المؤسسة العسكرية الروسية كوسيلة لدفع "القوة الأقل قيمة" إلى الخطوط الأمامية.

في المقابل، لا يستبعد أن يكون لهذا التوجه جانب نفسي، إذ إن مواجهة وحدات تحمل أمراضاً معدية قد يهدف إلى إرباك الجنود الأوكرانيين وبث الرعب في صفوفهم، إضافة إلى محاولة استنزافهم في معارك شاقة مع قوات تعامل كـ"أدوات استهلاك" على الأرض.

شهادات أوكرانية وتحركات على الأرض

دميترو جمايلو، المدير التنفيذي لمركز الأمن والتعاون الأوكراني (USCC) وهو مركز أبحاث وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الأوكرانية، صرح بأن "الوحدات المصابة" نشرت في أكثر النقاط سخونة بالمعارك حول بوكروفسك. 

وأكد أن جنود هذه الوحدات حاولوا التسلل عبر قرية زفيروفي إلى داخل المدينة، ضمن محاولات متكررة للسيطرة عليها.

وأضاف جمايلو أن هذه الوحدات تلقت تدريبات في مناطق أوكرانية محتلة مثل خيرسون وزابوريجيا، وكذلك في شبه جزيرة القرم، قبل الدفع بها إلى جبهة القتال.

أزمة صحية متفاقمة داخل الجيش الروسي

إلى جانب التحديات الميدانية، تواجه روسيا أزمة صحية عميقة بين جنودها. فإلى جانب انتشار الإيدز والتهاب الكبد والسل، أفيد مؤخراً عن تفشي حمى نزفية قاتلة بين بعض الوحدات الروسية، وهو مرض يسبب نزيفًا داخليًا قد يصل إلى العيون.

حتى وسائل الإعلام الروسية، المعروفة بفرض رقابة صارمة عليها، بدأت في الإشارة إلى وجود "وباء خفي" داخل القوات المنتشرة في أوكرانيا، وهو ما يُعد اعترافاً ضمنياً بتفاقم المشكلات الصحية داخل الجيش.

تجهيز متواضع ومنخفض المستوى

على الرغم من أن هذه الوحدات مصابة بأمراض خطيرة، إلا أن تجهيزها لا يختلف عن تجهيز باقي الوحدات الروسية، وهو تجهيز يوصف بأنه متواضع ومنخفض المستوى. 

الفارق الوحيد يتمثل في العلامات المميزة التي تلزم الجنود المصابين بارتدائها، سواء كانت ضمادات أو شارات على الأذرع، وهو ما يجعلهم مختلفين عن نظرائهم "الأصحاء".

وأكد جندي أوكراني شارك في مهمة قتالية قرب بوكروفسك أنه واجه بالفعل جنودًا أعداء يرتدون هذه الشارات الخاصة، وهو ما عزز صحة التقارير حول وجود "وحدات مصابة".