مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سيتي غروب": تراجع الدولار لا يعني التخلي عنه عالمياً

نشر
الأمصار

رغم التراجع الملحوظ في قيمة الدولار الأميركي خلال الأشهر الماضية، أكّد محللو بنك سيتي غروب أن الحديث المتكرر عن التخلي العالمي عن العملة الأميركية مجرد "وهم" أو "سراب"، لا تؤيده البيانات الاقتصادية أو حركة الأسواق.

وأوضح التقرير أن الدولار فقد نحو 9% من قيمته منذ بداية العام الجاري، وهو ما أثار نقاشات واسعة حول إمكانية فقدانه مكانته كعملة احتياطية مهيمنة. لكن، وبحسب محللي البنك، فإن أي دلائل على عمليات بيع جماعية للأصول المقومة بالدولار ما زالت غائبة تماماً، سواء في أسواق السندات أو الأسهم الأميركية، ما يعني أن التراجع الحالي يرتبط أكثر بعمليات فنية مثل تصفية المراكز الاستثمارية أو إعادة ضبط نسب التحوط.

وفي تحليله المستقبلي، رجّح "سيتي غروب" أن يواصل الدولار ضغوطه الهبوطية في السنوات المقبلة، متوقعاً أن يصل اليورو إلى مستوى 1.20 دولار مع نهاية عام 2025، مقابل 1.1750 حالياً. كما توقع أن يتراجع سعر صرف الدولار أمام الين الياباني إلى حدود 135 يناً بحلول عام 2026، وهو ما يعكس انخفاضاً إضافياً يقارب 9% مقارنة بالمستويات الحالية.

ويرى الخبراء أن جزءاً من هذه الضغوط يعود إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي فرض رسوماً جمركية على عدد من الشركاء التجاريين، وأثار جدلاً واسعاً حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

ومع ذلك، يؤكد التقرير أن التدفقات الاستثمارية لا تزال تصب في صالح الأصول الأميركية، سواء من خلال شراء السندات الحكومية أو الاستثمار في الأسهم والتكنولوجيا، فضلاً عن الاعتماد الكبير على المشتقات المالية المقومة بالدولار في عمليات التحوط من المخاطر. وهذا يعزز استمرار مكانة العملة الخضراء كأداة رئيسية للتسعير والتبادل والاحتياط النقدي عالمياً.

ويشير محللو "سيتي غروب" إلى أن أي تغيير جذري في النظام النقدي الدولي يحتاج لعقود من الزمن، وأن البدائل المطروحة مثل اليورو أو اليوان الصيني لا تزال تفتقر للبنية المالية والشفافية الكافية لتصبح منافساً حقيقياً.

بذلك، يبقى الدولار الأميركي في قلب النظام المالي العالمي، رغم التراجعات المرحلية التي يصفها بعض الخبراء بأنها مجرد "تصحيح مؤقت" ضمن دورة اقتصادية أوسع.