بوتين بالزي العسكري في ختام مناورات "زاباد 2025" بمشاركة 100 ألف جندي

شهدت روسيا، اليوم الثلاثاء، ختام المناورات العسكرية المشتركة "زاباد 2025"، التي نظمتها بالتعاون مع بيلاروسيا بمشاركة واسعة من قوات البلدين، إضافة إلى دول أخرى من آسيا وأفريقيا. وحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا جانبًا من التدريبات، في إشارة واضحة إلى أهمية هذه المناورات بالنسبة لموسكو في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة.
بوتين بالزي العسكري في نيجني نوفغورود
ظهر الرئيس الروسي مرتديًا الزي العسكري خلال وجوده في منطقة نيجني نوفغورود، حيث استمع إلى تقارير ميدانية من وزير الدفاع أندريه بيلوسوف ونائبه حول تفاصيل المراحل الأخيرة من المناورات.
وأكد بوتين أن هذه التدريبات تنفذ في 41 ميدان اختبار عسكري، بمشاركة 100 ألف عسكري وأكثر من 10 آلاف نظام سلاح وتجهيزات عسكرية، واصفًا الحدث بأنه "الجزء الأخير من المناورة الإستراتيجية الكبرى".
أهداف إستراتيجية لتعزيز التحالف مع بيلاروسيا
شدد بوتين على أن الهدف الرئيس من "زاباد 2025" يتمثل في تعزيز الدفاع عن دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروسيا، وتأمين السيادة والسلامة الإقليمية للبلدين في مواجهة أي عدوان خارجي.
وأوضح أن التدريبات شملت سيناريوهات لصد هجمات عسكرية واسعة النطاق على ثلاث جبهات مختلفة، إضافة إلى تدريبات في المنطقة القطبية الشمالية، بما يعكس تركيز موسكو على تنويع مسارح العمليات المحتملة.
مشاركة دولية واسعة
وبحسب وكالات أنباء روسية، شاركت وحدات عسكرية من إيران والهند إلى جانب قوات روسية وبيلاروسية، إضافة إلى دول أخرى من آسيا وأفريقيا، ما يمنح هذه المناورات بعدًا دوليًا ويعكس سعي موسكو إلى توسيع شبكة تحالفاتها العسكرية خارج الدائرة التقليدية.
تكنولوجيا الحرب الحديثة
وزارة الدفاع الروسية أوضحت أن "زاباد 2025" تضمنت استخدامًا مكثفًا للطائرات المسيّرة ووسائل الحرب الإلكترونية، وذلك بالاستفادة من الخبرة القتالية التي اكتسبها الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكدت أن هذه العناصر أصبحت جزءًا أساسيًا من العقيدة العسكرية الروسية الحديثة.
قلق أوروبي ومخاوف من التصعيد
أجريت بعض التدريبات داخل أراضي بيلاروسيا، الدولة المجاورة للاتحاد الأوروبي، وهو ما أثار مخاوف متصاعدة في بولندا ودول البلطيق، التي سارعت إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية.
سياق الحرب في أوكرانيا
تأتي هذه المناورات في وقت لا تزال فيه روسيا تنشر مئات الآلاف من جنودها على الجبهة الأوكرانية، ضمن هجوم واسع النطاق بدأ في فبراير 2022.
ويرى محللون أن إصرار موسكو على تنظيم تدريبات بهذا الحجم رغم انشغالها العسكري يعكس رغبتها في إظهار الجاهزية والقدرة على خوض أكثر من مواجهة في آن واحد.