السودان: معارك عنيفة بالفاشر وسقوط مئات القتلى

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، خلال الساعات الماضية، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تقارير عن سقوط مئات القتلى من الطرفين.
وأفاد مدنيون تمكنوا من الفرار من المدينة، بأنهم شاهدوا عشرات الجثث على طول الطريق الممتد من البوابة الرئيسية لقيادة الجيش وحتى المخرج الجنوبي الشرقي للمدينة.
وتأتي هذه المعارك في سياق تصاعد التوتر حول السيطرة على آخر المدن التي لا يزال الجيش متواجداً فيها، بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على أكثر من 95% من مناطق ولاية شمال دارفور خلال الأسابيع الماضية.
ويشير مراقبون إلى الأهمية الاستراتيجية لإقليم دارفور، الذي يمثل العمق الداخلي والخارجي للسودان، والتحكم بخط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق البلاد، بما في ذلك ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل. كما يمتاز الإقليم بموقع جيوسياسي حساس لارتباطه بحدود أربع دول، وهي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب، وإفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي، وجنوب السودان.

ويمتد الإقليم على مساحة تقارب 493 ألف كيلومتر مربع، ويشكل نحو 17% من تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة. ويعتبر الإقليم غنياً بالثروة الحيوانية حيث يحتوي على حوالي 20% من إجمالي الثروة الحيوانية في البلاد المقدرة بـ130 مليون رأس، إضافة إلى مخزون ضخم من المعادن مثل الحديد، الرصاص، الغرانيت، الكروم، النحاس، الألمنيوم، الرخام، النيكل، واليورانيوم، ما يمنحه أهمية اقتصادية كبيرة.
وتعد مدينة الفاشر هدفاً استراتيجياً لكلا الطرفين، إذ يسعى كل طرف للسيطرة على المدينة لضمان النفوذ العسكري والاقتصادي في الإقليم، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب استمرار الحصار والقتال العنيف في مناطق مأهولة بالسكان المدنيين.
الجيش السوداني يصد هجومًا على الفاشر ويعلن مقتل قائد الدعم السريع
أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء، تمكنها من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما أسفر التصعيد العسكري عن مقتل العميد سالم صالح عيسى، قائد الهجوم، وعدد كبير من عناصر قوات الدعم السريع.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية سودانية، إن الهجوم بدأ في تمام الخامسة صباحًا من عدة محاور، بما في ذلك الشمالي،