زعيم المعارضة الإسرائيلية يرفض تشكيل قوة عربية لمواجهة إسرائيل

انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ما تردد بشأن مقترح مصري لتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية، واعتبره تهديدًا مباشرًا لاتفاقيات السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.
انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو
قال لابيد، في تغريدة عبر منصة "إكس"، إن التقرير المتعلق بمقترح مصر "يمثل ضربة موجعة لاتفاقيات السلام، جاءت بعد الضربة التي تعرضت لها اتفاقيات إبراهام، وأعقبتها خسارة إسرائيل دعم الأغلبية الساحقة من الدول الحليفة لها بعد تصويتها لصالح إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف: "لقد زعزعت هذه الحكومة مكانتنا الدولية، مزيجٌ قاتل من اللامسؤولية والهواة والغطرسة يمزقنا في العالم، ويجب استبدالهم قبل فوات الأوان".
وسبق للابيد أن حمّل حكومة نتنياهو مسؤولية فقدان الدعم الدولي، خاصة عقب الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل واستمرار احتجاز رهائن داخل قطاع غزة، واصفًا ذلك بالفشل الذريع أمنيًا ودبلوماسيًا.
فكرة "الناتو العربي"
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح في القمة العربية التي عقدت بشرم الشيخ عام 2015، إنشاء قوة عربية مشتركة على غرار "الناتو"، تكون قادرة على التدخل السريع لحماية أي دولة عربية تتعرض لاعتداء.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذا المقترح أُعيد طرحه بالفعل خلال اتصالات تمهيدية للقمة العربية الإسلامية المقررة في الدوحة غدًا، ما يضع الملف الأمني الإقليمي في صدارة المداولات المنتظرة.
ترقب للقمة العربية الإسلامية
على الجانب الآخر، تسود أجواء ترقب واسعة للقمة العربية الإسلامية التي ستعقد في الدوحة، حيث يُنتظر أن تكون مبادرة القوة المشتركة ضمن الملفات الساخنة على جدول الأعمال.
وتشير التوقعات إلى أن بعض الدول ستدفع باتجاه إقرار خطوات عملية، فيما قد تتحفظ أخرى خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
ومع ذلك، يؤكد دبلوماسيون أن مجرد عودة الطرح إلى طاولة النقاش يمنحه زخمًا سياسيًا ورسالة واضحة بأن المنطقة لم تعد تتقبل استمرار الوضع الراهن.
البعد الدولي وردود الفعل العالمية
في السياق نفسه، يرى محللون أن عودة الحديث عن قوة عربية مشتركة ستلقى صدى على المستوى الدولي، خصوصا لدى القوى الكبرى المنخرطة في صراعات الشرق الأوسط.
فبينما قد تعتبرها واشنطن وبروكسل خطوة مقلقة قد تؤثر على توازنات الأمن الإقليمي، قد تنظر إليها موسكو وبكين كإشارة على تراجع النفوذ الإسرائيلي والغربي في المنطقة.
ويؤكد خبراء أن هذا الجدل سيضع إسرائيل أمام عزلة سياسية متزايدة في حال تبنت الدول العربية خطوات عملية نحو تعزيز تعاونها العسكري.