مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ماكرون يعلن نشر مقاتلات فرنسية لحماية أجواء بولندا

نشر
الأمصار

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أن بلاده قررت نشر ثلاث طائرات مقاتلة من طراز "رافال" في بولندا، بهدف المساهمة في حماية مجالها الجوي، وذلك في أعقاب إعلان السلطات البولندية عن خرق مسيّرات روسية لأجوائها.

وأوضح ماكرون، عبر منشور على منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تأتي دعمًا للحليف البولندي ولتعزيز أمن الجبهة الشرقية في أوروبا، مؤكدًا أن فرنسا لن تخضع لما وصفه بـ"الترهيب الروسي المتزايد". 

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن التعاون مع شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو السبيل لضمان حماية أجواء الدول الأوروبية من أي خروقات محتملة.

وفي المقابل، أعلنت الحكومة البولندية فرض قيود على حركة الملاحة الجوية قرب حدودها الشرقية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ستظل سارية حتى مطلع ديسمبر المقبل من أجل ضمان سلامة الأجواء وحماية الأمن الوطني. كما دعت وزارة الخارجية البولندية مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة ما وصفته بانتهاك خطير لسيادتها من قبل روسيا، مؤكدة أن الخطر لا يهدد بولندا وحدها، بل يطال الأمن الأوروبي ككل.

من جانبها، ردت موسكو عبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي اعتبر تصريحات وارسو والدول الأوروبية "ليست جديدة"، مشددًا على أن روسيا لن تصدر تعليقًا إضافيًا حول الحادثة.

ويعكس هذا التطور تصاعد التوترات في شرق أوروبا، حيث يرى مراقبون أن نشر الطائرات الفرنسية في بولندا يحمل أبعادًا سياسية وعسكرية في آن واحد.

 فمن ناحية، يعزز الموقف الأوروبي الموحد في مواجهة التحركات الروسية، ومن ناحية أخرى يبعث برسالة واضحة بأن أي خرق للأجواء الأوروبية سيقابل برد عسكري منسق.

كما يثير هذا القرار تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين فرنسا وروسيا، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا واتهام موسكو باستخدام المسيّرات لتوسيع نطاق الصراع. ويرجح محللون أن الخطوة الفرنسية قد تدفع روسيا إلى زيادة الضغط العسكري أو اللجوء إلى مزيد من المناورات السياسية لإظهار قدرتها على مواجهة التحالف الغربي.

ومع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتضاعف التحديات المتعلقة بالطاقة والأمن في أوروبا، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، مما يجعل من قضية حماية الأجواء البولندية اختبارًا حقيقيًا لتماسك الناتو وقدرته على مواجهة التهديدات الروسية.