بوينغ الأمريكية ترفع تسليماتها في أغسطس مع اقتراب زيادة إنتاج "737"

سجلت شركة بوينغ الأمريكية (Boeing) أداءً قوياً خلال أغسطس الماضي بعد أن سلّمت 57 طائرة تجارية، وهو أعلى مستوى تسليم لها في هذا الشهر منذ عام 2018، ما يعكس مؤشرات واضحة على تعافي عملياتها الإنتاجية واستقرار خطوط التجميع، خصوصاً في طائراتها الأكثر مبيعاً من عائلة "737".
وبحسب بيانات الشركة، بلغ عدد طائرات "737" المسلّمة خلال أغسطس 43 طائرة، وهو ثاني أعلى مستوى هذا العام، ما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بشهر يوليو. وتأتي هذه النتائج بينما تستعد "بوينغ" للحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأميركية لرفع وتيرة إنتاج "737" من 38 طائرة شهرياً إلى 42 طائرة، في خطوة تستهدف العودة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
على صعيد الطلبات الجديدة، حصلت "بوينغ" على 26 طلباً خلال أغسطس، مقابل إلغاء طلبين فقط، لتصل حصيلتها الصافية إلى 83 طلباً، بما في ذلك تلك التي أضيفت إلى دفتر الطلبات بموجب قواعد محاسبية أميركية خاصة بالصفقات عالية المخاطر.
وبهذا ترتفع طلبات الشركة الإجمالية منذ بداية العام إلى 725 طلباً، متجاوزة منافستها الأوروبية إيرباص الفرنسية (Airbus) التي حصلت على 600 طلب فقط خلال الفترة ذاتها.
أما في مجال التسليمات، فقد سلّمت "بوينغ" حتى نهاية أغسطس 385 طائرة، مقابل 434 طائرة لشركة إيرباص، التي تتخذ من مدينة تولوز الفرنسية مقراً لها. ورغم أن إيرباص لا تزال متقدمة في حجم التسليمات، فإن الفجوة بين الشركتين تقلّصت بأكثر من النصف منذ بداية 2024، وفقاً لتقديرات محللين.

ويُعد هذا التحسن مهماً بالنسبة لـ"بوينغ" التي واجهت سلسلة من الأزمات منذ عام 2018، أبرزها الحوادث المميتة لطراز "737 ماكس" وتعطّل الإنتاج بسبب جائحة كورونا. واليوم تسعى الشركة إلى طي صفحة الأزمات عبر تعزيز الثقة لدى الجهات التنظيمية والعملاء، وإثبات قدرتها على استعادة مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطيران العالمية.
كما عبّر مسؤولون في شركات طيران كبرى، مثل "رايان إير" الأيرلندية، عن ثقتهم بأن "بوينغ" قادرة على رفع وتيرة إنتاجها بحلول أكتوبر المقبل، ما سيعزز قدرتها على تلبية الطلب المتنامي على الطائرات متوسطة المدى في الأسواق الدولية.