الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف قادة حماس في قطر وسط صدمة إقليمية ودولية

تطوراً مفاجئاً وخطيراً، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استهدافه ما وصفه بـ"القيادة العليا لحركة حماس" في حي كتارا الثقافي.
وأكدت وسائل إعلام عبرية، من بينها إذاعة الجيش والقناة 12، أن العملية نُفذت بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، واستخدمت فيها ذخائر دقيقة استناداً إلى معلومات استخباراتية.
وبحسب تقارير متداولة، فإن العملية أسفرت عن اغتيال خليل الحية وزاهر جبارين، وهما من أبرز قيادات الحركة وعضوان في الوفد المفاوض بملف غزة. ويُعرف الحية بدوره السياسي البارز، حيث قاد خلال السنوات الأخيرة جولات تفاوضية عديدة برعاية قطرية ومصرية. أما جبارين فيُعد من الشخصيات النافذة في الملفات المالية والتنظيمية للحركة بالخارج.
وأفاد شهود عيان لوكالة "رويترز" بسماع دوي عدة انفجارات متتالية داخل محيط حي كتارا، أعقبها تصاعد دخان كثيف ورؤية سيارات إسعاف ودفاع مدني هرعت إلى الموقع. في حين لم تعلن السلطات القطرية حتى اللحظة تفاصيل رسمية حول طبيعة الهجوم أو أعداد الضحايا، واكتفت بفرض طوق أمني مشدد على المنطقة المستهدفة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "القادة الذين استُهدفوا لعبوا دوراً مباشراً في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر وشن الحرب على إسرائيل"، مؤكداً أنه اتخذ إجراءات لتقليل الأضرار على المدنيين باستخدام "أسلحة دقيقة" واستهداف محدد.

ويرى مراقبون أن استهداف قيادات حماس على الأراضي القطرية يشكل تصعيداً غير مسبوق قد يفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية حادة، لاسيما أن الدوحة لطالما لعبت دور الوسيط الأساسي بين حماس والمجتمع الدولي. كما يُتوقع أن تلقي هذه العملية بظلالها على المفاوضات الجارية حول مستقبل التهدئة في غزة، وسط مخاوف من انهيار الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الاستقرار.
وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه قطر موقفها الرسمي بعد، تتجه الأنظار إلى ردود الفعل الدولية، خصوصاً من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، مع توقع إدانات واسعة للعملية الإسرائيلية باعتبارها انتهاكاً لسيادة دولة عربية.
هذا التطور يعكس مرحلة جديدة من المواجهة بين إسرائيل وحماس، تنقل الصراع من غزة إلى ساحات خارجية، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويهدد بإشعال توترات أوسع في المنطقة.