قطر تدين هجومًا إسرائيليًا "جبانًا" على مقرات سكنية في الدوحة

أدانت دولة قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، معتبرة هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها الثلاثاء، أن الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة قد باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة.
وشددت على أن دولة قطر إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها.
وكان أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، بتنفيذ هجوم جوي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، مؤكداً أنه استهدف قيادات رفيعة في حركة حماس بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن العملية "نُفذت باستخدام أسلحة دقيقة وبالاستناد إلى معلومات استخباراتية متطورة"، مشيراً إلى أن القادة المستهدفين "لعبوا دوراً محورياً في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى إدارتهم للعمليات العسكرية ضد إسرائيل خلال الحرب المستمرة".
هذا الإعلان يفتح الباب أمام تداعيات إقليمية ودولية واسعة، إذ لم تعلن السلطات القطرية حتى اللحظة موقفها الرسمي من الهجوم.
ويرى مراقبون أن استهداف قيادات حماس داخل الدوحة يمثل تطوراً خطيراً قد يجر المنطقة إلى توترات جديدة، بالنظر إلى أن قطر تلعب دوراً محورياً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كما تستضيف عدداً من قيادات الحركة منذ سنوات.
ويُعد استهداف قيادات حماس خارج الأراضي الفلسطينية سابقة تحمل أبعاداً سياسية وأمنية بالغة الحساسية، إذ من شأنها أن تضع العلاقات الإسرائيلية – الخليجية تحت اختبار غير مسبوق، خاصة مع دول ما زالت تراهن على مسار التهدئة والحوار السياسي.
كما قد يؤدي هذا التطور إلى تعقيد الجهود الدولية، لاسيما الأميركية والعربية، لإطلاق مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة.
من جانب آخر، يرى محللون أن العملية تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة تهدف إلى نقل المعركة مع حماس إلى الساحات الخارجية، في محاولة لإضعاف نفوذ الحركة وإرباك قنوات دعمها.
غير أن هذه الخطوة قد تثير انتقادات دولية واسعة إذا اعتُبرت انتهاكاً لسيادة دولة أخرى، ما قد يضع تل أبيب في مواجهة أزمة دبلوماسية غير مرغوبة.
في الوقت نفسه، تبقى التساؤلات قائمة حول رد الفعل القطري والعربي على هذه التطورات، ومدى تأثيرها على جهود الوساطة الإقليمية التي تسعى لإعادة الاستقرار ووقف دوامة التصعيد في المنطقة.