قمة المناخ الإفريقية الثانية تنطلق في أديس أبابا برؤى طموحة

انطلقت صباح الاثنين، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الإفريقية الثانية للمناخ، بالشراكة مع الاتحاد الإفريقي، وذلك بمشاركة واسعة من رؤساء دول وحكومات القارة إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية، وتستمر فعالياتها حتى العاشر من سبتمبر الجاري.
وتنعقد القمة هذا العام تحت شعار: "تسريع حلول المناخ العالمية: تمويل التنمية المرنة والخضراء في إفريقيا"، في إطار سعي القارة إلى تعزيز قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق أهداف أجندة 2063 "إفريقيا التي نريدها".
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على التزام بلاده بمبادرة "البصمة الخضراء"، التي تهدف إلى التوسع في التشجير ومكافحة الانبعاثات، مشيرًا إلى اعتماد إثيوبيا على السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة. وأكد أن إفريقيا قادرة على أن تكون القارة الأولى التي تحقق التصنيع دون الإضرار بالبيئة.
أما الرئيس الكيني ويليام روتو، فأوضح أن إفريقيا لم تعد مجرد متضرر من التغير المناخي، بل باتت قوة تقدم حلولًا عالمية، مثمنًا دور إثيوبيا في استضافة القمة ونقل "روح نيروبي" إلى أديس أبابا.

من جانبه، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف إلى تعزيز العدالة المناخية، ومعالجة التفاوتات المالية العالمية عبر توفير التمويل والتكنولوجيا اللازمة لدعم خطط التكيف الإفريقية.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود التزام بلاده برؤية القمة، مشددًا على ضرورة تعبئة موارد مالية ميسرة للحلول المناخية التي تقودها القارة.
بينما دعا رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله إلى تبني نموذج تنموي جديد يضع التحول الطاقي في صميم أولوياته، معتبرًا أن إفريقيا رغم مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات تبقى الأكثر تضررًا.
كما أشار رئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي إلى أن القارة، رغم محدودية دورها في أزمة المناخ، تتحمل الكلفة الأكبر من آثارها، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لحماية الموارد الطبيعية ومواجهة التصحر.
وبهذه الرسائل، تسعى القمة إلى تعزيز موقع إفريقيا كقوة فاعلة في صياغة مستقبل عالمي أكثر خضرة واستدامة، وسط آمال بأن تتحول من قارة متأثرة إلى قارة رائدة في ابتكار الحلول المناخية.