مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا.. وفاة أم وخمسة أطفال في حريق مأساوي بأجدابيا

نشر
الأمصار

شهدت مدينة أجدابيا الليبية، اليوم الاثنين، مأساة إنسانية مفجعة، إذ لقيت أم وخمسة من أطفالها مصرعهم إثر اندلاع حريق هائل داخل منزلهم في مخيم تاورغاء، فيما نجا الأب بأعجوبة لكنه نُقل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الشهيد أمحمد المقريف التعليمي بحالة صحية حرجة.

وبحسب بيان صادر عن المستشفى، فإن فرق الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى مكان الحادث فور الإبلاغ عنه، غير أن سرعة انتشار النيران داخل المنزل حالت دون إنقاذ الضحايا. وأكدت إدارة المستشفى أن الأطفال الخمسة فارقوا الحياة على الفور إلى جانب والدتهم، بينما تكافح الطواقم الطبية لإنقاذ الأب الذي يعاني من حروق بالغة واختناق شديد.

وأشارت وكالة الأنباء الليبية إلى أن السلطات المحلية فتحت تحقيقًا عاجلًا للوقوف على أسباب اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية تشير إلى احتمال حدوث تماس كهربائي أو تسرب في أسطوانة غاز منزلية، غير أن النتائج النهائية لم تُعلن بعد.

وأثار الحادث صدمة كبيرة في أوساط المجتمع الليبي، لا سيما أن الضحايا ينتمون لأسرة نازحة كانت تقيم في مخيم تاورغاء، الذي يضم مئات العائلات المتضررة من النزاعات السابقة. وعبر عدد من سكان المدينة عن حزنهم العميق، مؤكدين أن المأساة تسلط الضوء على الظروف القاسية التي تعيشها بعض العائلات داخل المخيمات، حيث تفتقر المساكن إلى معايير السلامة الأساسية.

في السياق ذاته، دعا ناشطون حقوقيون ومنظمات إنسانية إلى ضرورة التحرك السريع لتحسين أوضاع النازحين في ليبيا وتزويد المخيمات بالبنية التحتية اللازمة لتفادي كوارث مماثلة. 

كما طالبوا السلطات بفتح ملف السلامة العامة في المخيمات وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للعائلات التي تعيش في ظروف صعبة، خصوصًا الأطفال.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المشابهة التي شهدتها مناطق ليبية مختلفة خلال السنوات الأخيرة، حيث تسببت حرائق ناتجة عن سوء شبكات الكهرباء أو استخدام أدوات الطهي البدائية في فقدان أرواح عائلات بأكملها. وهو ما يثير تساؤلات ملحة حول غياب خطط وقائية جادة للحد من هذه الكوارث الإنسانية.

بهذا، تتحول مأساة أسرة أجدابيا إلى جرس إنذار جديد يضع السلطات الليبية أمام مسؤولية تعزيز إجراءات السلامة داخل المخيمات والمنازل الهشة، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث التي تحصد أرواح الأبرياء في صمت.