الأمير هاري يعود إلى بريطانيا.. مصالحة ملكية مع والده تلوح في الأفق

تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو العاصمة البريطانية لندن، حيث يقوم الأمير هاري، دوق ساسكس، بزيارة نادرة إلى المملكة المتحدة، أثارت تكهنات واسعة حول احتمال حدوث تقارب بينه وبين والده الملك تشارلز الثالث، بعد قطيعة دامت قرابة 20 شهراً.

وتأتي الزيارة في توقيت رمزي وحسّاس، إذ تتزامن مع الذكرى الثالثة لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت في الثامن من سبتمبر عام 2022، وهو ما أضفى طابعًا وجدانيًا على المناسبة، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت الذكرى ستفتح بابًا لحوار عائلي طال انتظاره.
ومن المقرر أن يحضر الأمير هاري، الإثنين، حفل توزيع جوائز "ويلتشايلد" الخيري، وهو فعالية سنوية مخصصة للأطفال المصابين بأمراض خطيرة، دأب الأمير على رعايتها منذ سنوات. وبالرغم من أن زيارته تندرج ضمن هذا الإطار الإنساني، إلا أن الترقب يتركز على ما إذا كانت ستتخللها لقاءات عائلية خاصة.
تكهنات بلقاء مرتقب مع الملك
المعلق الملكي سايمون بيري صرّح لمجلة "بيبول" الأمريكية قائلاً: "يتزايد الحديث عن لقاء محتمل بين الأمير هاري ووالده الملك. في كل مرة يكون فيها هاري على مقربة من والده وفي نفس البلد، فإن احتمال اللقاء يظل قائمًا". ومع ذلك، لم تؤكد أي جهة رسمية حدوث مثل هذا اللقاء حتى الآن.
قصر بكنغهام التزم الصمت كعادته بشأن القضايا العائلية الخاصة، وأشار متحدث باسمه إلى أن "المسائل الشخصية لا تُناقش عبر وسائل الإعلام". كما رفض ممثل عن الأمير هاري الإدلاء بأي تعليق حول إمكانية اجتماعه مع الملك تشارلز.
جذور الخلاف لا تزال حاضرة
الخلاف بين الأمير هاري والعائلة المالكة لم يهدأ منذ قراره هو وزوجته ميغان ماركل، في عام 2020، التخلي عن أدوارهما الملكية والانتقال إلى كاليفورنيا. وقد زادت التوترات بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها هاري في مقابلات وكتاب مذكراته "سبير"، والتي وُصفت في بريطانيا بأنها "ضربات قاسية للعائلة المالكة".
وكانت آخر مرة التقى فيها الأمير هاري بوالده في فبراير من العام الماضي، بعد إعلان إصابة الملك تشارلز بمرض السرطان وخضوعه للعلاج، إلا أن الزيارة حينها كانت قصيرة ولم تؤدِ إلى مصالحة حقيقية.
هل تحمل الأيام القادمة جديدًا؟
في ظل الغموض المحيط بالزيارة، يأمل البعض أن تكون هذه الخطوة بداية كسر الجليد بين الأب وابنه، وعودة تدريجية للأمير هاري إلى حظيرة العائلة، ولو بشكل رمزي. لكن آخرين يرون أن الخلافات العميقة التي تراكمت على مدار السنوات الأخيرة قد تتطلب أكثر من زيارة قصيرة لإعادة بناء الثقة.
ويبقى السؤال: هل ستكون هذه الزيارة مجرد مرور عابر، أم لحظة مفصلية في تاريخ العلاقة بين الأمير الهارب والتاج البريطاني