رئيس وزراء إثيوبيا يطرح فلسفة "مدمر" للتكامل والتقدم القاري

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خلال افتتاح القمة الثانية لإفريقيا ودول الكاريبي صباح اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن فلسفة "مدمر" تمثل نموذجًا متقدمًا للتكامل والتآزر ووحدة الهدف والعمل المشترك، القادر على تحويل الجهود الفردية إلى تغييرات عميقة ومستدامة على مستوى القارة الأفريقية والمجتمعات الشريكة.
وشدد آبي أحمد على أن فلسفة "مدمر" كانت المحرك الأساسي وراء مسيرة التقدم والإنجازات التي حققتها إثيوبيا في السنوات الأخيرة، موضحًا أن هذه الرؤية تجسدت عمليًا في مشروعات وطنية كبرى، أبرزها سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي يعد مشروعًا استراتيجيًا يعكس قوة إثيوبيا ووحدتها في مواجهة التحديات التنموية والبيئية.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: "سد النهضة وُلد من قلوب الملايين، ومُوِّل من شعبنا وبُني بتضحياتهم. لم يكن مجرد مشروع وطني، بل إنجازًا تاريخيًا لأفريقيا بأكملها. عندما تتحدث إثيوبيا بصوت واحد في قضايا المناخ أو الديون أو التجارة، تتحقق النتائج، والسد شهادة حية على الرؤية المشتركة والإرادة الراسخة والعمل الجماعي."
وأشار آبي أحمد إلى أن فلسفة "مدمر" لا تقتصر على المشاريع الوطنية فحسب، بل يمكن اعتمادها كنموذج عملي للتعاون بين إفريقيا ودول الكاريبي، لتعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن اعتماد هذه الفلسفة على مستوى القارتين يتيح تحويل الجهود الفردية إلى إنجازات جماعية ملموسة، ويعزز روح التكامل والتضامن بين الدول.

وأضاف أن إثيوبيا نفذت خلال السنوات الماضية مجموعة من المشاريع التنموية التي تعكس روح فلسفة "مدمر"، منها توسعة شبكات الطرق والكهرباء، وتحسين البنية التحتية للموانئ والمطارات، إلى جانب تطوير قطاع التعليم والصحة، وهو ما ساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
كما شدد على أن فلسفة "مدمر" ترتكز على المشاركة المجتمعية وتشجيع الابتكار المحلي، ما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالدعوة إلى تكثيف التعاون المشترك وتعزيز المبادرات الاقتصادية والاجتماعية بين إفريقيا والكاريبي، مؤكدًا أن فلسفة "مدمر" تمثل أداة فعالة لتحقيق التقدم المستدام والنجاح الجماعي، سواء على المستوى الوطني أو القاري والدولي، مع التأكيد على أن الوحدة والتكامل هما مفتاح مواجهة التحديات المعاصرة وتحقيق التنمية الشاملة.