وزير الخارجية المصري: تحيط بنا مؤامرات تهدد المنطقة وفلسطين قضيتنا الأولى

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة في جمهورية مصر العربية، أن مصر تواجه تحديات ومؤامرات ذات طابع وجودي تحيط بها من مختلف الاتجاهات، مشيراً إلى أن حجم الأزمات المتزامنة التي تمر بها الدولة المصرية لم يشهده التاريخ الحديث من قبل.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير في الصالون الثقافي بماسبيرو، حيث شدد على أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، مؤكداً أن ما يشهده قطاع غزة من إبادة وتجويع ممنهج يمثل تهديداً حقيقياً للقضية الفلسطينية بأكملها. وأوضح أن هناك استهدافاً مباشراً للمدنيين حتى أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء والدواء، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع تبقى محدودة جداً، إذ لا تتجاوز في أفضل الأحوال 200 شاحنة يومياً، وهو ما لا يكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

وأضاف عبد العاطي أن قضية المياه تمثل التحدي الوجودي الأول لمصر، مؤكداً تمسك القاهرة بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وأن الدولة المصرية "لن تفرط في قطرة ماء واحدة"، مشدداً على أن ملف الأمن المائي سيبقى على رأس أولويات القيادة السياسية باعتباره مرتبطاً بالأمن القومي والوجودي للبلاد.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن التحديات الإقليمية تتعاظم في آن واحد، بدءاً من أزمات الشرق الأوسط المشتعلة وصولاً إلى التغيرات في النظام الدولي، مؤكداً أن الدولة المصرية بفضل مؤسساتها القوية قادرة على حماية أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
وقال بلهجة حاسمة: "مصر لن تُمس بسوء"، في إشارة إلى ثقة القيادة في قدرة مؤسسات الدولة على مواجهة كافة التحديات.
وشدد عبد العاطي على أن مصر لن تدافع عن مصالحها فقط، بل ستواصل دورها المحوري في حماية المصالح العربية المشتركة، مع التمسك بمبادئ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه وقف الحرب على غزة، وضرورة الدفع نحو حل عادل وشامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بهذا الموقف، تعكس القاهرة التزامها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية وتأكيدها أن التحديات الداخلية والخارجية مهما بلغت خطورتها، لن تصرفها عن دورها القومي والإقليمي.