مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجيش السوداني يكشف عن خطة عسكرية لفك حصار الفاشر واستعادة دارفور

نشر
الأمصار

في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات العسكرية في إقليم دارفور، أعلن الجيش السوداني عزمه على استعادة السيطرة الكاملة على المدن الواقعة تحت نفوذ قوات الدعم السريع، مؤكداً التزامه بفك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، التي تشهد منذ أسابيع وضعاً إنسانياً بالغ التعقيد نتيجة الاشتباكات المستمرة.

 وجاء هذا التعهد في سياق التصريحات المنشورة خلال الساعات الماضية، حيث أشار الجيش إلى أن عملياته العسكرية تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عدد من مدن دارفور، وسط تقارير عن تدهور الأوضاع المعيشية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، خاصة في مدينة الفاشر التي تعاني من حصار خانق أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. 

وأكد الجيش السوداني أن خطته تشمل تحرير المدن المحاصرة وفتح الممرات الآمنة لإيصال الدعم الإغاثي، مشدداً على أن استعادة دارفور تمثل أولوية استراتيجية في إطار الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.

 التحركات العسكرية

وتعكس هذه التحركات العسكرية تصعيداً في الموقف الرسمي تجاه قوات الدعم السريع، التي تسيطر على مناطق واسعة في الإقليم منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل الماضي. كما تشير إلى تحول في التكتيك العسكري للجيش السوداني، الذي يسعى إلى استعادة زمام المبادرة ميدانياً، بعد أشهر من المواجهات التي أفرزت واقعاً أمنياً وإنسانياً بالغ التعقيد في عدد من الولايات السودانية.
ويُنظر إلى مدينة الفاشر باعتبارها مركزاً حيوياً في شمال دارفور، حيث تمثل نقطة ارتكاز لعدد من العمليات الإنسانية، فضلاً عن كونها مركزاً إدارياً مهماً. وقد أدى الحصار المفروض عليها إلى توقف الخدمات الأساسية، وانقطاع الإمدادات، ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

وفي ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة الجيش السوداني على تنفيذ تعهداته الميدانية، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري وتغليب الحلول السياسية التي تضمن حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

 القيادة العسكرية السودانية

وفي خطوة حاسمة تعكس توجه القيادة العسكرية السودانية في المرحلة الراهنة، أعلن الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم، نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، إغلاق ملف التفاوض والحوار مع قوات الدعم السريع بشكل نهائي، مؤكداً أن لا مجال لأي نقاش أو تفاهم مع من وصفهم بالمتمردين. وجاء هذا التصريح خلال زيارة ميدانية أجراها إلى الخطوط الأمامية بمنطقة كرفان، حيث شدد على أن القيادة العسكرية ستظل حاضرة إلى جانب المقاتلين في كل موقع يصلون إليه، وأنها لن تتخلى عنهم في أي مرحلة من مراحل المواجهة.
وخلال جولته التفقدية، التقى كباشي بمجموعات من القوات المشتركة المنتشرة في الخطوط الأمامية، ونقل إليهم تحيات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، معبراً عن شكره وتقديره للأداء المتميز الذي أظهرته هذه القوات، وللجهود الكبيرة التي بذلتها في سياق العمليات العسكرية الجارية. وأشاد نائب القائد العام بالروح المعنوية المرتفعة التي يتحلى بها أفراد القوات المشتركة، مشيراً إلى أنهم يواصلون أداء واجبهم الوطني في مختلف محاور القتال وعلى امتداد الأراضي السودانية، بكل تفانٍ وإصرار متزايد.

وأكد كباشي أن القيادة العليا للبلاد والقوات المسلحة تتابع عن كثب أداء القوة المشتركة، وتثق تماماً في قدرتها على تحقيق المزيد من التقدم والانتصارات، مشدداً على أن هذه القوات ستصل إلى مدينة الفاشر، لتلتحم مع وحدات الجيش السوداني وكافة المكونات المشاركة في ما وصفه بحرب الكرامة الوطنية. وفي ذات السياق، وجّه التحية إلى صمود القوات والمواطنين في الفاشر وبابنوسة والدلنج وكادقلي، مؤكداً أن القوات المسلحة ستصل إليهم دون شك، وأن الدعم العسكري سيستمر حتى تحقيق الأهداف الميدانية.

 سلسلة اجتماعات مع قيادة متحركات القوات المسلحة

وفي إطار متصل، عقد الفريق كباشي سلسلة اجتماعات مع قيادة متحركات القوات المسلحة في مدينة الأبيض، حيث أصدر توجيهات واضحة بإخراج جميع التشكيلات العسكرية من داخل المدينة، في خطوة تهدف إلى تنظيم الانتشار العسكري وتحديد نطاق العمليات. كما جدد التأكيد على أن الجيش السوداني ماضٍ في مواصلة القتال حتى تحرير مدينة الفاشر وكافة المناطق السودانية، مشيراً إلى أن استعادة السيطرة على كل شبر من التراب الوطني تمثل هدفاً لا رجعة عنه في هذه المرحلة.