السودان.. كباشي: الأبيض بوابة لتحرير دارفور وغرب كردفان من التمرد
أكد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة في السودان، أن العمليات العسكرية ضد المليشيات المتمردة ستستمر حتى "تحرير كل شبر من أرض الوطن"، مشددًا على أن القوات المسلحة ماضية في معركتها الوطنية بدعم من الشعب السوداني.
جاءت تصريحاته خلال لقاء بمدينة الأبيض مع فعاليات مجتمعية من ولايتي شمال وغرب كردفان، حيث أشاد بالاصطفاف الكامل لحكومات الولايات والمواطنين خلف القوات المسلحة، معتبرًا أن هذا الدعم الشعبي يمثل عنصر قوة رئيسيًا في مواجهة التمرد. وأوضح أن الأبيض ليست سوى محطة عبور نحو "تحرير ما تبقى من البلاد"، مؤكدًا أن القتال الحالي يعكس إرادة الشعب ولن يتوقف إلا بالقضاء على المليشيات أو استسلامها.
كما أشار كباشي إلى حجم الأضرار التي لحقت بولاية غرب كردفان جراء الحرب، لكنه أكد أن الولاية موعودة بانتصارات قريبة تعيد الاستقرار إليها. ووجه تحية خاصة للأمير عبدالقادر منعم منصور، أمير قبائل دار حمر، الذي ظل صامدًا بمدينة النهود رغم ظروفه الصحية، واصفًا إياه بأنه رمز وطني بارز.
قراءة في المشهد السوداني
تصريحات كباشي تكشف عن استراتيجية واضحة للجيش السوداني في التركيز على مناطق غرب البلاد باعتبارها ساحات حاسمة للصراع، حيث تشكل ولايات دارفور وغرب كردفان نقاط تماس أساسية مع الحركات المسلحة. ويُنظر إلى اختيار مدينة الأبيض لإطلاق هذه الرسائل على أنه محاولة لتعزيز الروح المعنوية وطمأنة المواطنين بأن الجيش يسيطر على زمام المبادرة.
ويرى محللون أن الخطاب الذي يربط بين المعركة و"إرادة الشعب" يعكس إدراك القيادة العسكرية لأهمية الغطاء الشعبي في مواجهة الانتقادات الدولية، خاصة مع تصاعد المخاوف الإنسانية. كما أن تأكيد النصر القريب في غرب كردفان قد يكون رسالة موجهة للداخل لرفع المعنويات، وللخارج لإظهار أن التمرد في طريقه للانحسار.
وفي ظل استمرار الحرب، فإن تعهد الجيش بتحقيق "تحرير كامل" قد يطيل أمد العمليات العسكرية، لكنه في الوقت ذاته يوضح إصرار القيادة على عدم القبول بأي تسويات تُبقي للمليشيات موطئ قدم في المشهد السياسي أو العسكري السوداني.
