مناوي يعود للسودان بعد جولة خارجية لبحث أزمة الفاشر

عاد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، اليوم إلى السودان بعد جولة خارجية شملت عدداً من الدول الأوروبية والأفريقية، حيث أجرى سلسلة من المباحثات مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن منظمات المجتمع الدولي، ركزت على سبل معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر.
صوت الفاشر في المحافل الدولية
وأكد المسؤول السوداني أن الهدف الأساسي من جولته كان نقل معاناة أهالي الفاشر إلى المجتمع الدولي، في ظل ما وصفه بـ«الحصار الغاشم» المفروض على المدينة والذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار الجوع والمرض. وقال مناوي: «لقد حملت معهم صوت أهل السودان وصوت الفاشر المحاصرة».
وأشار حاكم إقليم دارفور إلى أن معركة الإقليم لم تعد سياسية فحسب، بل تحولت إلى قضية إنسانية ووطنية تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية، موضحاً أن الأولوية اليوم تتمثل في إنقاذ الأرواح وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.
البعد الإنساني قبل السياسي
شدد مناوي على أن قيادة دارفور ستواصل الدفاع عن حقوق المواطنين، والعمل على تأمين حياة كريمة لهم، مؤكداً أن «المعركة اليوم ليست سياسية بقدر ما هي إنسانية ووطنية». وأضاف أن حكومته لن تدخر جهداً في سبيل رفع المعاناة عن سكان الإقليم وتحقيق الاستقرار والأمن، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة تستند إلى التزام كامل بوحدة السودان وصون سيادته.
دعم دولي متزايد
وبحسب تصريحات مناوي، فقد لقيت القضية الإنسانية في دارفور تفاعلاً خلال لقاءاته الخارجية، حيث أبدت بعض الدول والمنظمات استعدادها لدعم الجهود الإنسانية الرامية إلى فك الحصار عن الفاشر. وأعرب حاكم الإقليم عن تقديره لكل من ساند قضية أهل دارفور، مؤكداً أن هذا الدعم يمثل دافعاً إضافياً للاستمرار في المساعي الإقليمية والدولية لحشد المساعدات.

تحديات داخلية وضغوط متصاعدة
تأتي عودة مناوي في وقت يواجه فيه السودان تحديات معقدة على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية.
فالحصار المستمر على الفاشر أدى إلى أزمة إنسانية خانقة، بينما تعيش مناطق أخرى من البلاد أوضاعاً صعبة نتيجة النزاعات المسلحة ونقص الموارد الأساسية.
ويشير مراقبون إلى أن تحركات مناوي الخارجية تمثل محاولة لتدويل الملف الإنساني في دارفور، والبحث عن حلول عملية خارج الأطر التقليدية التي لم تنجح في رفع المعاناة حتى الآن.
التزام بالوحدة الوطنية
واختتم مناوي تصريحاته بالتأكيد على أن الدفاع عن وحدة السودان يظل أولوية قصوى، مع التعهد بمواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية إلى جانب التحركات الإنسانية، حتى ينال المواطنون في دارفور حقوقهم الأساسية في الغذاء والدواء والأمن والاستقرار.
وبهذه العودة، تتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة التي سيتخذها حاكم إقليم دارفور بالتنسيق مع الحكومة السودانية والمجتمع الدولي، في وقت يترقب فيه سكان الفاشر بوادر انفراج لأزمتهم المستمرة.