الذهب يواصل صعوده القياسي متجاوزاً 3500 دولار للأونصة
قفزت أسعار الذهب العالمية، اليوم الأربعاء، إلى مستوى قياسي جديد لتواصل تحقيق مكاسب مدفوعة بمزيج من التوقعات الاقتصادية المتفائلة للمعدن الأصفر، والمخاطر الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الأسواق المالية.
وسجل الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.1% ليبلغ 3534.88 دولاراً للأونصة عند الساعة 10:06 بتوقيت غرينيتش، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3546.99 دولاراً. كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول المقبل بنسبة 0.3% لتصل إلى 3602.80 دولاراً للأونصة، بحسب بيانات منصات التداول العالمية.
ويرى محللون أن التوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة تمثل الدافع الأساسي وراء ارتفاع أسعار الذهب، إذ يزيد ذلك من جاذبيته مقارنة بالأدوات المالية الأخرى التي تفقد جزءاً من عوائدها في بيئة نقدية أكثر تيسيراً.
كما تدعم التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق الحساسة بالعالم، إلى جانب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، الطلب المتزايد على الذهب باعتباره الملاذ الآمن الأكثر موثوقية.
وخلال الأشهر الماضية، شهد الذهب وتيرة صعود متسارعة، إذ كان يتداول عند مستوى 2400 دولار للأونصة في منتصف العام 2024، قبل أن يتخطى حاجز 3000 دولار مطلع 2025، وصولاً إلى أرقامه القياسية الحالية فوق 3500 دولار.
ويُعد هذا الارتفاع الأضخم منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حينما شهد المعدن الأصفر طلباً غير مسبوق مع انهيار أسواق الأسهم والمصارف.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن البنوك المركزية، لا سيما في آسيا والشرق الأوسط، كثّفت مشترياتها من الذهب خلال العامين الأخيرين لتعزيز احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما ساهم في رفع مستويات الطلب ودفع الأسعار نحو قمم تاريخية.
وفي المقابل، يتوقع بعض المحللين أن تشهد الأسعار تصحيحات مؤقتة بفعل عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين، إلا أن الاتجاه العام لا يزال صعودياً على المدى المتوسط والطويل.
ويستند هذا التوجه إلى استمرار العوامل الداعمة للذهب، وعلى رأسها المخاطر السياسية والاقتصادية، والتوقعات بمرحلة مطولة من التيسير النقدي العالمي.
ويرى مراقبون أن تخطي الذهب لحاجز 3500 دولار قد يفتح الباب أمام تسجيل مستويات غير مسبوقة تتجاوز 3700 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة، إذا ما تواصلت الظروف الحالية التي تعزز الطلب على المعدن النفيس.
