السوداني: إعادة إعمار المنارة الحدباء شاهد على انتصار العراق على الإرهاب

العراق افتتح رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، الجامع النوري الكبير في مدينة الموصل ومئذنته الحدباء، بعد إنجاز مشروع إعادة الإعمار الذي استعاد للمدينة أحد أبرز رموزها التاريخية والحضارية، والذي كان قد تعرّض للتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي خلال سيطرته على المدينة.
وقال السوداني في كلمته خلال مراسم الافتتاح إن "إعادة إعمار المنارة الحدباء تمثل علامة مضيئة من علامات الانتصار الكبير على عصابات الظلام، ودليلاً على أن العراقيين تمكنوا من إفشال كل محاولات الإرهاب لطمس الهوية الحضارية لبلاد الرافدين."
وأكد رئيس الوزراء أن الجامع النوري ومئذنته لم يكونا مجرد معلم ديني، بل رمزًا للتعايش السلمي والتآخي بين مختلف مكونات الشعب العراقي، مشيدًا بالجهود التي ساهمت في إحياء هذا الإرث العريق، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنظمة اليونسكو، ووزارة الثقافة العراقية، وديوان الوقف السني، ومحافظة نينوى، إلى جانب الخبراء الدوليين والعراقيين في مختلف الاختصاصات.

وأشار السوداني إلى أن هدم الجامع النوري ومئذنته التاريخية كان محاولة يائسة من الإرهاب لقتل روح مدينة الموصل وقطع صلتها بتاريخها الممتد لقرون، مبينًا أن هذه الجريمة شكّلت ذروة الانحدار الأخلاقي والتدمير القيمي الذي مارسه داعش بحق التراث والمعمار العراقي. وأضاف أن إعادة البناء اليوم هي رسالة قوية للعالم بأن العراق يستعيد مكانته الحضارية ويعيد إحياء روحه الثقافية.
وتابع قائلاً: "قبل نحو تسعة قرون، شيد المسلمون هذا المسجد ليكون رمزًا للسكينة والسلام، واليوم نعيد له مكانته كمنارة للتآلف الإنساني، وعنوانًا لصمود العراقيين في وجه الظلامية."
كما أكد السوداني أن الحكومة تبنّت رؤية ثقافية وحضارية تسعى إلى دعم السياحة وتنشيط الفعاليات الثقافية، معتبرًا أن هذه الجهود تمثل جزءًا من مشروع النهضة للعراق بعد هزيمة الإرهاب. وشدد على أن إبراز الآثار العراقية يعد ضرورة اجتماعية واقتصادية، وبوابة لفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة، وفرصة لابتكار الشباب وإبداعهم.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن إعادة إعمار الجامع النوري والمنارة الحدباء ستبقى علامة فارقة في تاريخ الموصل والعراق عمومًا، شاهدة على تضحيات العراقيين وانتصارهم على قوى التطرف.