مبادرة “نداء سلام السودان” تطلق دعوة وطنية لوقف الحرب

في خطوة جديدة تعكس إرادة شعبية متنامية لإنهاء الحرب المستمرة في السودان، أعلن ممثلون عن مكونات المجتمع المدني، وعدد واسع من النشطاء والفاعلين الاجتماعيين، اليوم الأحد، عن إطلاق مبادرة وطنية تحمل اسم “نداء سلام السودان”.
وتهدف المبادرة إلى وقف شامل وفوري للقتال، والتمهيد لحوار وطني يفضي إلى سلام عادل ومستدام، يقوم على أسس العدالة والمواطنة المتساوية.
وبحسب ما أفاد موقع السودان نيوز، تأتي المبادرة نتاج جهود مشتركة لمجموعة المناصرة من أجل السلام، واستلهامًا لنداءات المفكر السوداني الراحل الدكتور فرنسيس دينق، الذي أكد مرارًا أن معالجة جذور الأزمة السودانية لا يمكن أن تتم إلا عبر حلول داخلية تعكس تطلعات المواطنين.
المبادرة تسعى لأن تكون مظلة جامعة لكل السودانيين في الداخل والخارج، من الريف والقرى النائية إلى المدن الكبرى، ومن مختلف الفئات المهنية والمجتمعية، بما في ذلك الإعلاميون والفنانون والكتاب وصنّاع المحتوى. وتؤكد على أن وحدة الصف السوداني شرط أساسي لإنهاء النزاع، وأن أي تسوية حقيقية لا بد أن تنطلق من صوت الشعب نفسه بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
وشدد القائمون على أن السلام لن يتحقق إلا من خلال إرادة سودانية خالصة، ترفض الحرب والانقسام، وتضع حدًا لمأساة النزوح واللجوء التي يعانيها ملايين المواطنين.
كما أكدوا أن المبادرة تحمل رسالة إنسانية وأخلاقية بقدر ما هي سياسية، فهي تدعو إلى صون كرامة الإنسان السوداني في جميع المناطق، وضمان العدالة والمساواة بين مختلف المكونات.
ومن المقرر أن يتم الإعلان الرسمي عن المبادرة مساء اليوم الأحد 31 أغسطس 2025، خلال مؤتمر صحفي يُعقد عبر منصة “زووم”، بمشاركة واسعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية، في خطوة تهدف إلى إيصال الرسالة إلى الداخل السوداني وإلى المجتمعين الإقليمي والدولي.

ويرى مراقبون أن مبادرة “نداء سلام السودان” قد تشكّل منصة ضغط جماعية على الأطراف المتحاربة، خاصة أنها تنطلق من قاعدتها الشعبية بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.
فإذا ما حظيت بدعم جماهيري واسع، فقد تصبح ورقة قوية لإقناع الأطراف بجدية وقف القتال والجلوس على طاولة الحوار. كما يمكن أن تفتح المجال لتدخلات إقليمية ودولية داعمة، ولكن بمرجعية وطنية يقودها السودانيون أنفسهم.
وبذلك، تمثل المبادرة بارقة أمل جديدة في مشهد سوداني أنهكته الحرب والصراعات، ورسالة واضحة بأن مستقبل السودان لا يمكن أن يُبنى إلا على السلام، والوحدة، والتعايش المشترك.