سليمة خضير.. علامة فارقة في تاريخ الدراما العراقية

فقدت الساحة الفنية العراقية، أحد أبرز نجومها، الفنانة القديرة سليمة خضير، التي شكلت مسيرتها الفنية علامة فارقة في عالم الدراما العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام.
عرفت الفنانة، بتألقها الفريد وقدرتها على إضفاء البهجة في نفوس الملايين من جمهورها، إلى جانب ما حملته حياتها من معاني العطاء والتضحية والصبر، سواء على المستوى الفني أو الشخصي.

حيث اشتهرت بملامحها الرقيقة الهادئة التي تجعل المشاهد يتعلق بها وبظهورها على الشاشة لسنوات متتالية، لتترك بصمة لا تمحى على خشبات المسرح وشاشات التليفزيون.

نشأتها وعطائها الفني مسيرة حافلة
ممثلة عراقية ولدت في البصرة عام 1946، تزوجت من لاعب كرة القدم حمزة قاسم، وأثمرت الزيجة عن إنجاب ابنها وسام، وفي عام 2011 توفى نجلها إثر حادث مروع في سوريا، فقررت اعتزال الفن والبعد عن الأضواء.
وبدأت مشوارها الفني مع فرقة هواة الفن في نهاية الخمسينيات في مدينة البصرة، نشأ عشقها للتمثيل مع ترددها الدائم على دور السينما في مدينتها، أثرت الحياة الفنية بالعديد من الأعمال المتنوعة بين السينما والمسرح والتلفزيون.
وخلال مسيرتها الحافلة، عدداً كبيراً من الأعمال التي أثرت وجدان الجمهور العراقي، ومن أبرز أعمالها الفنية مسلسل شناشيل حارتنا (2010) ومملكة الشر (2010) و الثانية بعد الظهر (2009) وثلج في زمن النار (2008).
رحيلها خسارة فادحة للوسط الفني في العراق
وسادت حالة من الحزن العميق في الأوساط الفنية والجماهيرية داخل العراق وخارجه، عقب إعلان نبأ وفاتها عن عمر يناهز ال 79 عاما، بعد صراع طويل من المرض، حيث حرص العديد منهم على نعيها بكلمات مؤثرة.
وأعلنت نقابة الفنانين فى العراق في بيان لها، عن وفاة الفنانة، وقال البيان: "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين، رحيل الفنانة سليمة خضير، التي وافتها المنية هذا اليوم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم ذويها ومحبيها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وأعرب نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي، عن حزنه الشديد، مؤكدا أن فقدانها يمثل خسارة فادحة لا يمكن تعويضها للساحة الفنية العراقية، شأنها شأن أي قامة فنية رحلت بعد أن تركت بصماتها الواضحة في مسيرة الفن العراقي.
ومن جانبه، قال الكاتب المسرحي العراقي محمود أبو العباس، في تصريحات صحفية، أن رحيل الفنانة سليمة خضير يمثل فقدانًا لإحدى أهم أيقونات الدراما العراقية وأبرز ممثلات المسرح.
وأضاف أن رحيلها يطفئ الكثير من التفاصيل الفنية والإبداعية، ففي حياتها قدمت للعراق الكثير.
ودعا إلى ضرورة أرشفة أعمالها وتجاربها الفنية قائلًا "المطلوب منا الآن هو العمل على أرشفة كل ما قدمته من أعمال حتى نتمكن من تقديم حصيلة متكاملة للمجتمع العراقي عن رموزه الذين قدموا له الكثير".