مواجهات محتدمة بين الجيش السوداني والدعم السريع غربي الأبيض

ازدادت حدة المواجهات بين الجيش وحلفائه ضد قوات الدعم السريع في مناطق غرب الأبيض بولاية شمال كردفان.
ويسعى الجيش من خلال عملياته العسكرية التي تواصلت لليوم الثالث تواليًا في مناطق غرب الأبيض للوصول إلى إقليم دارفور وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر.
وفي المقابل، تحاول الدعم السريع إعاقة تقدم القوات المسلحة عبر نشر تعزيزات عسكرية ضخمة في تخوم عاصمة شمال كردفان.
ونقلت مصادر لـ”سودان تربيون” إن “الجيش وحلفائه واصلا الانفتاح نحو مناطق غرب الأبيض، حيث يقودون مواجهات تعد الأعنف من نوعها منذ أشهر في مناطق ابو قعود وأم صميمة في الحدود مع غرب كردفان”.
وبثت منصات موالية للقوة المشتركة مقاطع فيديو أظهرت تدمير عشرات المركبات العسكرية واستلام أخرى تابعة للدعم السريع.
فيما نشرت منصات الدعم السريع مقاطع فيديو لما قالت إنها انتصارات حققتها ضد الجيش السوداني وحلفائه بعد أن قضت على متحرك كامل يتبع للقوات المسلحة في منطقة ابوقعود.
ويوم الأربعاء الماضي، تعرضت قوات استطلاع تابعة للجيش لكمين نصبته الدعم السريع في مناطق غرب عاصمة شمال كردفان، نتج عنه مقتل عدد من عناصر الجيش، بينهم قائد عمليات كتيبة البراء بن مالك المحسوبة على التيار الإسلامي، مهند إبراهيم فضل.
وتأخذ أهمية المعارك في أراضي شمال كردفان أهميتها الاستراتيجية لكون أن المنطقة تعد معبراً يؤدي إلى إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر منه كما أنها تربط مناطق إقليم كردفان بالعاصمة العاصمة السودانية الخرطوم.
تكتم وتعتيم إعلامي حول لقاء البرهان والمبعوث الأمريكي لأفريقيا
زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان لمدينة جنيف بسويسرا ولقاءه بالمبعوث الأمريكي لأفريقيا، مسعد بولس حظيت بالكثير من ردود الأفعال لدرجة التشكيك في حقيقة اللقاء نفسه.
وتظهر التسريبات أن اللقاء شهد طرح مقترح أمريكي لوقف الحرب في السودان، يعتمد خطة متعددة المراحل تبدأ بوقف كامل لإطلاق النار، يليه السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررًا، وعلى رأسها مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، المحاصرة منذ أكثر من عام من قبل الدعم السريع.
الخيارات السياسية لتسوية الأزمة
ووفقا للتحليلات سيتم البحث عن الخيارات السياسية لتسوية الأزمة، بما في ذلك استعادة المسار المدني للانتقال الديمقراطي، والنظر في كيفية تحقيق الحد الأدنى من التوافق بين التيارات المختلفة في توجهاتها السياسية ومواقفها من الحرب السودانية.
ومن بين التسريبات أيضا أن قائد الجيش السوداني أبدى رفضا لأي مقترح يتضمن عودة قوات الدعم السريع للواجهة السياسية حيث شدد علي ضرورة تفكيكها ومحاسبة قادتها.
في المقابل أكد الدعم السريع أنه لم يتلق أي دعوة إلى لقاء المبعوث الأمريكي، وأن ما راج بهذا الخصوص مجرد شائعات.
يقول محللين، إن اجتماع “البرهان” مع مستشار ترامب في سويسرا يؤكد أن واشنطن بدأت في التعامل بجدية مع موضوع السلام في السودان. حيث تحول الملف من الهامش إلى جدول الأعمال بعد أن اقتنعت أن العقوبات التي تفرضها بين الحين والآخر علي طرفي الحرب أصبحت غير مجدية بعد أن دخلت الحرب عامها الثالث.
ويلفت إلى أن الذي يؤكد ذلك هو التعامل المباشر مع ملف السودان بعد أن ظلت الولايات المتحدة تتعامل مع القضية السودانية عن طريق حلفائها في المنطقة مثل مصر والسعودية والإمارات.
وأضافوا: الخطوات الفعلية لهذا التحول بدأت خلال جولات وزير الخارجية الأمريكي في السعودية وقطر وأبوظبي بشأن الحرب السودانية. أيضا تصريحات ترامب نفسها بضرورة إحلال السلام في السودان أعقب ذلك زيارة الوفد الاستخباراتي الأمريكي لبورتسودان مؤخرا ولقاء قادة جهاز الأمن والمخابرات السوداني.