مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الحرب على غزة.. إعلان المجاعة رسميا في القطاع

نشر
الأمصار

بعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، أن محافظة غزة - مدينة غزة - التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.

المجاعة في غزة

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، رسميا المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط.

تفصيلا، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الجمعة أن المجاعة في غزة ينبغي أن "تؤرقنا جميعا"، وكان من الممكن تفاديها بالكامل لو لم تمنع الأمم المتحدة "بشكل ممنهج" من إدخال المساعدات الغذائية.

وصرّح فليتشر في إحاطة إعلامية في جنيف "هي مجاعة كان من الممكن تفاديها لو تسنّى لنا القيام بذلك. غير أن المساعدات الغذائية تتكدّس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل"، معتبرا أن هذه المجاعة "ينبغي أن تؤرقنا جميعا".

وأضاف "إنها لحظة عار جماعي، وأعتقد أننا جميعنا نشعر بهذا بشكل من الأشكال".

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن "المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية"، مضيفا أن "الوفيات الناجمة عن التجويع في غزة قد تمثل جريمة حرب هي القتل العمد".

وقال خبراء الأمم المتحدة إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا "كارثيا".

من جانبها، رفضت إسرائيل تقرير الأمم المتحدة حول المجاعة في غزة معتبرة أنه «منحاز».

وقالت وزارة خارجية إسرائيل في بيان "لا توجد مجاعة في غزة"، مشيرة إلى أن التقرير "يستند إلى أكاذيب حماس التي تغسلها منظمات لها مصالحها الخاصة".

وحذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أنّ خطر المجاعة يهدد جميع أنحاء قطاع غزة، مع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات وتصاعد الهجمات العسكرية التي تجبر مزيداً من الفلسطينيين على النزوح.

ويستند الإعلان إلى نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو الآلية المعترف بها دوليا لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. ولم يُستخدم هذا التصنيف للإعلان عن المجاعة سوى أربع مرات فقط منذ إنشائه عام 2004، آخرها في السودان العام الماضي.

وإن إعلان المجاعة سيشمل محافظة غزة، التي تضم مدينة غزة وثلاث بلدات مجاورة وعددًا من مخيمات اللاجئين، ويقطنها نحو نصف مليون نسمة. وأشارت إحاطة إعلامية اطلعت عليها التلغراف إلى أن "أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يعيشون ظروفا كارثية، تتسم بالجوع والعوز والموت".

ويأتي هذا التطور بعد أن كان التصنيف المرحلي قد حذّر سابقًا من أن المجاعة وشيكة في بعض مناطق القطاع، لكنه أحجم عن الإعلان الرسمي بسبب نقص البيانات الموثوقة.

وتؤكد الإحاطة أن معايير إعلان المجاعة الثلاثة قد تم استيفاؤها، ألا وهي، "أن تواجه 20 بالمئة على الأقل من الأسر نقصًا حادا في الغذاء"، "أن يُعاني 30 بالمئة على الأقل من الأطفال من سوء تغذية حاد"، إضافة إلى "وفاة شخصين يوميا من كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع".

وتتوقع الإحاطة أن تمتد المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر، بينما يواجه أكثر من 1.07 مليون شخص في غزة – أي أكثر من نصف السكان – مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي.

وتقدّر الأمم المتحدة أن 1.35 مليون شخص في غزة بحاجة إلى مأوى طارئ، فيما أصبحت الخيام الحالية تالفة جراء كثرة النزوح وظروف الطقس القاسية.

هنناك مئات الآلاف من النازحين في المواصي يفتقرون إلى الغذاء والماء والكهرباء والمأوى.

وتشكّل محافظة غزة حوالي 20% من مساحة القطاع الفلسطيني، وإذا ما أضفنا خان يونس (29,5%) ودير البلح (16%)، تبلغ المساحة الإجمالية 65,5%، أي حوالي ثلثي قطاع غزة الممتدّ على 365 كيلومترًا مربعًا، وحيث يعيش ما يزيد قليلًا على مليوني نسمة.

و أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفًا "كارثية"، وهو أعلى مستوى في التصنيف المعروف اختصارًا بـ "آي بي سي" ويتّسم بالمجاعة والموت.

ومن المقدّر أن يرتفع هذه العدد الذي يستند إلى معلومات مجمّعة حتّى تاريخ 15 آب/ أغسطس إلى حوالي 641 ألفًا بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر.

ويعد  أن تدهور الوضع هذا هو الأسوأ من نوعه منذ البدء بتقييم الأحوال في غزة. 
 

محكوم عليهم بالموت

وأمس الخميس، حذّر فيليب لازاريني المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن الأطفال الأكثر جوعا في قطاع غزة "محكوم عليهم بالموت" إن لم تصل اليهم المساعدات على وجه السرعة.

وأفاد المسؤول الأممي بأن مستويات الجوع أكثر حدة في الشمال، حيث مدينة غزة التي ما زال يسكنها نحو مليون شخص بحسب التقديرات.

وأعلن لازاريني أنه سيتم نشر تقييم لحجم الجوع في القطاع المحاصر قريبا، مشيرا إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت ارتفاعا بمعدل ستة أضعاف في عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد منذ مارس/آذار الماضي.