تحركات عسكرية إسرائيلية لتعزيز القوات استعدادًا لاحتلال غزة

مع تصاعد التحركات العسكرية الإسرائيلية لتعزيز القوات استعدادًا لاحتلال «غزة»، تتزايد المخاوف الإنسانية حِيال تداعيات أي عملية عسكرية واسعة في القطاع. فبينما تُركّز تل أبيب على أهدافها الأمنية، يبقى السؤال حول حجم الأثر الذي ستخلفه هذه العملية على السكان المدنيين والبنية التحتية في غزة.
وفي هذا الصدد، كشفت وسائل إعلام عبرية، أن السلطات الإسرائيلية تخطط لتجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، استعدادا لاحتلال غزة.
جيش الاحتلال يُعزز قواته
وأفاد موقع "واللا" العبري، بأنه سيتم قريبا تجنيد 60 ألف جندي احتياط استعدادا لعملية احتلال مدينة غزة، بالإضافة إلى 20 ألف جندي احتياط يخدمون بالفعل، وذلك وفقًا لتوجيهات وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ووفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد على خلفية المهام والعمليات في مختلف الجبهات.
وقالت مصادر عسكرية لموقع "واللا" إن الجيش الإسرائيلي لن ينتظر أسابيع، وستبدأ القوات البرية، بمرافقة سلاح الجو، في المناورة نحو مناطق جديدة في الأيام القادمة لزيادة الضغط على حماس.
وفي غضون ذلك، أعرب مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي عن قلقهم الشديد من أن احتلال المناطق في قلب مدينة غزة وأماكن أخرى سيؤدي إلى مسؤولية مباشرة على عاتق الجيش الإسرائيلي بخصوص توزيع المساعدات الإنسانية على السكان الفلسطينيين حتى يتم إجلاء معظمهم إلى جنوب قطاع غزة.
وفي سياق مُتصل، سُمعت ليلة الأربعاء انفجارات عنيفة في قطاع غزة. وقام الجيش الإسرائيلي بتدمير مبانٍ وبنية تحتية بطريقة مُسيطر عليها من قبل قوات الهندسة في شمال القطاع. ووفقا لمصدر عسكري، فإن هذا يعد جزءًا من الاستعدادات للعملية، واستكمالًا للمناورة البرية الحالية للجيش الإسرائيلي.
مناقشات صفقة الأسرى وجاهزية الجيش
وحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يأتي القرار بالتوازي مع مناقشات جارية حول مقترحات الوسطاء بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، إلا أن المستوى السياسي الإسرائيلي أوعز للجيش بالاستعداد الميداني المبكر، تحسبا لفشل المساعي السياسية.
وتُخطط قيادة الجيش لإطلاق مناورة عسكرية واسعة في غزة على مراحل، مع ترك "نقاط توقف" تسمح بمواصلة المفاوضات.
وبحسب التقديرات العسكرية، فإن نسبة استجابة الجنود قد تكون أقل مقارنة بالفترة التي تلت هجمات 7 أكتوبر، بسبب الإرهاق بعد عامين من القتال، والضغوط الاجتماعية على عائلات الجنود.
وحذّر الجيش من أن أي نقص في عدد المستجيبين سيطيل أمد العملية العسكرية حتى العام المقبل.
كما أعلن كاتس أنه عقد جلسة مطولة مع رئيس الأركان إيال زامير، ونائبه تمير ياداي، ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لمناقشة خطط الهجوم.
وأفادت تقارير بأن الخطة تتضمن إخلاء نحو مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، رغم اعتراف المؤسسة الأمنية بصعوبة تحقيق ذلك، إذ بقي مئات الآلاف في غزة حتى في ذروة العمليات السابقة.
نتنياهو يرفض اتفاق تبادل جزئي
وعلى الصعيد السياسي، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مع مقربين منه عقب تلقي رد من "حماس" على مقترح الوسطاء. وأكدت مصادر في محيطه أنه يسعى فقط إلى "صفقة شاملة" تشمل إطلاق جميع الأسرى، رافضا الاكتفاء باتفاق جزئي، وإن لم يغلق الباب تماما أمام هذا الخيار، وفق "يديعوت أحرونوت".
في حين أن البيت الأبيض علّق أمس على المستجدات، مشيرا إلى أن رد "حماس" لم يكن مصادفة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي شدد على أن عودة الأسرى لن تتم إلا بعد "القضاء على حماس".
بدورها، أكدت قطر ومصر أن مقترح وقف إطلاق النار المطروح يشكل "الطريق الأمثل" لتجنب كارثة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث شدد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري على أن الاتفاق المقترح يتضمن إدخال مساعدات إنسانية واسعة للقطاع.
وفي ختام مشاوراته، جدد نتنياهو التأكيد على المبادئ التي وضعتها حكومته لإنهاء الحرب: نزع سلاح حماس، إعادة الأسرى، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع ومحيطه، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لا تضم لا حماس ولا السلطة الفلسطينية.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مداخل غزة بدبابات وغطاء جوي
يشهد «قطاع غزة» تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع بدء «جيش الاحتلال الإسرائيلي» هجومًا مكثفًا يستهدف مداخل المدينة الحيوية، مُستعينًا بدباباته الثقيلة وغطائه الجوي المُكثف. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة لكسر خطوط الدفاع والسيطرة على مفاصل استراتيجية، ما يزيد من حدة التوتر ويُهدد بتصعيد أوسع في المنطقة.