مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«ترامب» يفتح الباب أمام تقليص التواجد العسكري في أوروبا لإنهاء الأزمة الأوكرانية

نشر
ترامب
ترامب

في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لحل دبلوماسي للنزاع الأوكراني، لمّح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى خيار تقليص الوجود العسكري الأمريكي في «أوروبا» كجزء من تسوية شاملة مُحتملة.

وصرّح دونالد ترامب بأنه لا يستبعد إمكانية النظر مستقبلا في تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا في إطار حل الأزمة الأوكرانية.

وقال ترامب ردا على سؤال من الصحفيين حول ما إذا كان يعتبر ذلك "حافزا محتملا للقيادة الروسية" في سياق اتفاق محتمل بشأن أوكرانيا: "لم يُطرح هذا السؤال علي بعد، لكنني سأفكر فيه لاحقا".

وفي آذار الماضي، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية بأن السياسيين الأوروبيين يتوقعون انسحاب حوالي 20 ألف جندي أمريكي من القارة الأوروبية.

عودة القوات الأمريكية

كما أكد أحد الدبلوماسيين في حلف "ناتو" في حديثه للصحيفة أنه "لن يتفاجأ" إذا تم إعادة القوات الأمريكية التي تم نشرها خلال "خطط الطوارئ" إلى قواعدها في الولايات المتحدة في مرحلة ما، مشددا أن انسحابها من أوروبا سيكون بمثابة "عودة إلى الحياة الطبيعية".

يُذكر أن الكرملين والبيت الأبيض كانا قد أعلنا سابقا عن عقد القمة بين بوتين وترامب في ألاسكا يوم 15 أغسطس. وكما أفاد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف يوم الخميس، ستبدأ القمة في القاعدة العسكرية إيلمندورف-ريتشاردسون عند الساعة 22:30 بتوقيت موسكو، حيث سيعقد الرئيسان أولاً اجتماعا ثنائيا ثم لقاءً موسعا مع الوفود.

وقدّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، احتمالات نجاح اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا بنحو 75%.

الضمانات الأمنية لأوكرانيا على طاولة «ترامب» خارج إطار الناتو قبل قمة ألاسكا

في خطوة تهدف إلى إعادة صياغة معادلات الأمن في شرق أوروبا، يطرح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ضمانات أمنية جديدة لأوكرانيا خارج إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك قبيل «قمة ألاسكا» المُرتقبة التي تجمعه بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين». وتأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي يُوقف النزاع المُستمر.

ضمانات أمريكية لأوكرانيا

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة، نقلاً عن صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أن دونالد ترامب أعرب للقادة الأوروبيين والأوكرانيين عن استعداد بلاده لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا ضمن شروط مُعينة، وذلك قبيل قمة ألاسكا المُرتقبة مع فلاديمير بوتين.

جرت هذه النقاشات خلال اجتماع افتراضي نظمته ألمانيا، أمس الأربعاء؛ لتنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية قبل القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين.

وأكدت المصادر الثلاثة (دبلوماسي أوروبي ومسؤول بريطاني وشخص مُطلع على المكالمة)، لصحيفة «بوليتيكو»، أن الولايات المتحدة أبدت استعدادًا للمساهمة في توفير الوسائل اللازمة لردع أي هجوم روسي مستقبلي على كييف، شريطة التوصل لوقف إطلاق النار.

ضمانات دون تفاصيل

وأوضح المصدر المُطلع على المكالمة أن ترامب اشترط أن يكون أي التزام أمريكي بضمانات أمنية لأوكرانيا خارج إطار حلف الناتو، مُؤكدًا أن الرئيس الأمريكي لم يُحدد طبيعة هذه الضمانات بدقة واكتفى بمناقشة المفهوم العام لهذه الآلية.

فيما أشار المسؤول البريطاني، في تصريحات لـ«بوليتيكو»، إلى أن «ترامب يُدرك أن الضمان الأمني الأمريكي يجب أن يكون جزءًا من التسوية النهائية، ويرى الولايات المتحدة تلعب دورًا في ذلك».

وأكد «ترامب»، خلال المحادثات، أن الولايات المتحدة لن تستمر في تقديم الأسلحة أو القوات بشكل مباشر لأوكرانيا، لكنه سيُواصل بيع الأسلحة للدول الأوروبية لاستخدامها من قبل كييف.

وأشارت «بوليتيكو» إلى أن ترامب عارض المساعدات العسكرية القاتلة لأوكرانيا طوال مُعظم فترة رئاسته، لكنه سمح مُؤخرًا لأوروبا بشراء الأسلحة الأمريكية لإرسالها إلى أوكرانيا، وهي خطوة تقول إدارته إنها زادت الضغط على موسكو وأقنعت بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات.

ترقب أوروبي للضمانات

وأثار انفتاح ترامب على تقديم الضمانات الأمنية، تفاؤلًا حذرًا بين المسؤولين الأوروبيين قبل اجتماع الجمعة، حسبما ذكرت «بوليتيكو».

ورغم أن المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين يشعرون بأن ترامب أخذ نصائحهم بعين الاعتبار ويسعى لتحقيق وقف إطلاق النار، يتوجسون مما قد يحدث عندما يجتمع ترامب وبوتين وجهًا لوجه في جلسة مُغلقة.

وأوضحت الصحيفة أن أوروبا تسعى لوضع ترتيبات للضمانات الأمنية دون الولايات المتحدة، مثل تشكيل تحالف من القوات البرية المستعدة للمساعدة في الدفاع عن أي اتفاق سلام مُحتمل، لكنها تُريد الدعم الأمريكي لهذه الجهود.

شكوك حول الضمانات

ورغم هذه التطورات، نوهت «بوليتيكو» إلى أن أي ضمانات أمنية يدعمها ترامب ستكون على الأرجح محدودة وقد تُخيب آمال مُؤيدي أوكرانيا الذين يُريدون ضمانات أكثر قوة من الولايات المتحدة لردع أي هجوم روسي على أوكرانيا مرة أخرى بعد انتهاء القتال.

وتأتي هذه الضمانات الأمنية كجزء من محاولة «ترامب» لإعادة رسم خريطة الأمن الإقليمي بعيدًا عن الهيكل التقليدي للناتو، وسط ترقب دولي لما ستُسفر عنه قمة ألاسكا من قرارات قد تُغيّر مسار النزاع في أوكرانيا.

وزير الخارجية الفرنسي يكشف عن وعد «ترامب» بشأن أمن أوكرانيا

في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الفرنسي، «جان نويل بارو»، عن تفاصيل وعد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» بالمساهمة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الأوضاع المُتوترة بين موسكو وكييف.