تركيا: على المجتمع الدولي مقاومة مساعي إسرائيل لتهجير وتجويع الفلسطينيين

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، إن تركيا تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة ومتعددة الأبعاد من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، واتخاذ خطوات في سبيل السلام الدائم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير العلاقات الدولية البوتسواني فينيو بوتالي، عقب لقائهما بالعاصمة أنقرة.
وأضاف فيدان، أن تركيا تواصل إطلاق المبادرات في كل المحافل الدولية من أجل دفع المجتمع الدولي للتحرك بشأن غزة.
وأردف أنه عقد لقاء في مصر، السبت الماضي، بشأن القضية الفلسطينية، وأنه سيتوجه إلى قطر اليوم لبحث نفس الملف.

وأوضح فيدان، أنه وبصفته رئيسا للدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وجه دعوة للمنظمة مجددا لعقد اجتماع لبحث قرار إسرائيل في توسيع الاحتلال في غزة.
وتابع أنهم يخططون لعقد هذا الاجتماع في مدينة جدة السعودية خلال الأيام القادمة، وأشار إلى أن سيبحث مع مسئولي حماس في قطر التطورات في غزة.
وأكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بأقرب وقت، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى أن المجاعة أكبر خطر في غزة حاليا، حيث يخوض نحو مليوني فلسطيني بالقطاع صراع البقاء على قيد الحياة.
فيدان، أشار إلى أن إسرائيل تتبع سياسة التجويع في القطاع بهدف إرغام فلسطينيي غزة على التهجير وترك ديارهم.
وأوضح أنه ينبغي على المجتمع الدولي كافة مقاومة هذه المساعي الإسرائيلية، وتابع: "بالنظر إلى المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية والتعاون الإسلامي والأمم المتحدة نرى أنها تقف في مواجهة قرار إسرائيل احتلال غزة".
وأكد ضرورة إنهاء الظلم بحق الفلسطينيين في غزة بأسرع وقت، ودعم حل الدولتين.
وفي قلب الجغرافيا السورية المتفجرة، تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية في معادلة معقدة، تتجلى أبرز ملامحها في صراع النفوذ غير المُعلن بين تركيا وإسرائيل.
وبينما تُظهر الساحة السورية ملامح استقرار هش، يختبئ خلفه تنافس استراتيجي يتصاعد بهدوء بين أنقرة وتل أبيب، في سباق خفي لفرض وقائع جيوسياسية على الأرض تعكس أجندة كل منهما.
تباين الرؤى تجاه وحدة سوريا
تتباين مقاربات الطرفين بشكل جذري تجاه مستقبل سوريا. فبينما تؤكد تركيا في خطابها السياسي والعسكري على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ترى إسرائيل في ضعف الدولة المركزية فرصة لتعزيز وجودها الأمني والعسكري، خصوصًا في جنوب البلاد.
أنقرة تنظر بعين القلق إلى مشاريع الحكم الذاتي التي تطالب بها قوى كردية في شمال شرقي سوريا، وتعتبرها تهديدًا مباشرًا لوحدة الأراضي السورية وللأمن القومي التركي، بالنظر إلى علاقاتها التنظيمية والعقائدية مع حزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.
من هنا، يأتي تمركز القوات التركية في مناطق شمال حلب والرقة والحسكة، بدعوى مواجهة خطر "الإرهاب الكردي" ومنع قيام كيان انفصالي على حدودها الجنوبية.
على النقيض، تُفضل إسرائيل استمرار حالة الانقسام السوري وتعدد مراكز القوى، ما يضمن لها بيئة أكثر مرونة لتنفيذ أهدافها الأمنية، وفي مقدمتها منع تمركز إيران أو "حزب الله" قرب حدودها الشمالية، وحرية الحركة الاستخباراتية والعسكرية في العمق السوري.