سمير حليلة.. من هو رجل الأعمال الفلسطيني الذي تقترحه إسرائيل لإدارة غزة؟

في ظل تصاعد الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، تتكشف محاولات سرية لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في القطاع عبر ترشيح شخصية فلسطينية بارزة تتمتع بقبول من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية.
وقد برز اسم رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة كأحد الأسماء المقترحة لقيادة هذا التغيير، حيث يرتبط اسمه بمحاولات رسم خارطة جديدة للسلطة في غزة، في خطوة تهدف إلى نقل السيطرة بعيدًا عن حركة حماس، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
سمير حليلة المقيم في رام الله هو خبير اقتصادي وسياسي ورجل أعمال بارز في السلطة الفلسطينية، تولى خلال مسيرته عدة مناصب عليا، منها الأمين العام للحكومة الفلسطينية عام 2005، ثم وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة، ورئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني لأبحاث السياسات الاقتصادية، وعضو مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني. كما شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة باديكو، أكبر شركة قابضة في السلطة الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين.
ويُعرف حليلة بعلاقاته الواسعة، ولا سيما قربه من رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشار المصري، مؤسس مدينة روابي، والذي تربطه صلات وثيقة بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذه المبادرة يقودها آري بن مناشيه، ناشط سابق في جماعات الضغط الإسرائيلية ويقيم في كندا، الذي أكد أن ترشيح سمير حليلة حظي بدعم متزايد خلال الأسابيع الأخيرة، مع عقد عدة اجتماعات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة واتصالات مباشرة أجراها حليلة في مصر.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد تم تقديم وثائق إلى وزارة العدل الأمريكية تشير إلى تسجيل بن مناشيه كجهة ضغط نيابة عن حليلة منذ عدة أشهر، بهدف التأثير على صناع القرار الأمريكي لدعم ترشيحه كحاكم لغزة، في إطار مبادرة لإدارة القطاع عبر شخصية فلسطينية مدعومة من الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية.
وانطلقت هذه المبادرة نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكنها لم تكتسب زخماً إلا بعد تولي ترامب الرئاسة الأمريكية.
كما كشفت وثائق حديثة مقدمة إلى وزارة العدل عن مناقشات أجراها بن مناشيه مع مسؤولين من قطر والسعودية ومصر، بالإضافة إلى أطراف أخرى.
وفي تصريحات أدلى بها بن مناشيه، أشار إلى أن الترويج لهذه المبادرة يحمل بعدًا شخصيًا وليس تجاريًا فقط، موضحًا: "الأمر في صالح اليهود".
وأضاف أن الترويج يتم مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بهدف أن يعمل حليلة تحت رعاية جامعة الدول العربية، خصوصًا مصر والسعودية، ما قد يخفف من المعارضة الإسرائيلية لدخول السلطة الفلسطينية رسمياً إلى قطاع غزة. وأكد أن هناك تقدماً كبيراً تم إحرازه خلال الأسابيع الماضية، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
كما تشير الوثائق المقدمة إلى أن الخطة تتضمن نشر قوات أمريكية وعربية في غزة، والاعتراف بوضع خاص لغزة من قبل الأمم المتحدة، فضلاً عن حقوق التنقيب عن الغاز قبالة سواحل القطاع.
من جانبه، قال سمير حليلة من عمان، في حديث وصفته الصحيفة الإسرائيلية بالمتحفظ، إن المبادرة قدمها إليه بن مناشيه نفسه من كندا، وقد قبل الفكرة. وعن تمويل أنشطة الضغط، أكد حليلة أن المال لم يكن عائقًا، مشيرًا إلى أنه دفع حتى الآن مبلغ 130 ألف دولار أمريكي لبن مناشيه.
ويبلغ إجمالي قيمة العقد بين حليلة وشركة بن مناشيه نحو 300 ألف دولار أمريكي، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وأكد حليلة أن الخطوة الأولى لإعادة إعمار غزة تكمن في وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب، مشددًا على أنه فقط بعد ذلك يمكن الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب. واعتبر نفسه "مدير مشروع" لإعادة إعمار القطاع، مع خطط لإدخال ما بين 600 إلى 1000 شاحنة مساعدات يومياً، وفتح 4 إلى 5 معابر تجارية بشكل دائم.
وشدد على أهمية استعادة القانون والنظام في غزة، بحيث تكون السلطة مستقلة عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وتحظى باحترام السكان، مع القضاء على الأسلحة المتبقية من حماس أو الجهاد الإسلامي. وأشار إلى أن إعادة تأهيل غزة ستتطلب استثمارات تقدر بـ 53 مليار دولار، مع استعداد دول الخليج للمساهمة بشرط وجود التزام واضح من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وختم بتأكيده على أن أي تقدم حقيقي لن يتحقق قبل انتهاء الحرب، لكنه عبر عن تفاؤله بعد أن بدت إسرائيل، للمرة الأولى، مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب بشكل كامل وليس فقط وقف إطلاق نار مؤقت، واستشهد بتصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال: "الخطة هي إنهاء الحرب، لا تمديدها. نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتجه نحو خيار الكل أو لا شيء - إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم في آنٍ واحد. بهذه الطريقة فقط".