الصومال يبدي رغبة في شراكة مع الجزائر لتوريد اللحوم الحمراء

استقبل وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بالجزائر، يوسف شرفة، اليوم الأحد، بمقر الوزارة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية، عبد السلام عبد علي، حيث بحث الجانبان فرص تعزيز التعاون في المجالات الفلاحية، وفي مقدمتها توريد اللحوم الحمراء.
وأكد وزير الخارجية الصومالي اهتمام بلاده بإقامة شراكات عملية مع الجزائر في قطاع اللحوم الحمراء والصيد البحري وتبادل المنتجات الفلاحية، إلى جانب نقل المعرفة وتنفيذ مشاريع استثمارية ذات منفعة متبادلة.
ويُعد هذا التوجه جزءًا من مساعي الجزائر لتعزيز شراكاتها الإفريقية في القطاعات الحيوية للأمن الغذائي، بما يفتح المجال أمام تبادل الخبرات وتوسيع حضور المنتجات الجزائرية في الأسواق القارية.
وكان أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن العلاقات بين الجزائر والصومال تاريخية وتستمد قوتها من القيم التي تجمع البلدين، ألا وهي التفاهم والتضامن والثقة المتبادلة.

في كلمة عقب استقباله لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، عبد السلام عبدي علي، الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، أشار عطاف إلى أن “اهتمام الجزائر بالأوضاع في دولة الصومال الشقيقة لم ينقطع يوما وهي التي دأبت على الوقوف إلى جانبها ودعم جهودها في استعادة الأمن والاستقرار”.
وأبرز عطاف في هذا الصدد، أن وقوف الجزائر إلى جانب الصومال “لم يكن ظرفيا أو عابرا، بل هو موقف تاريخي راسخ ومتجذر يستند إلى قناعة الجزائر التامة بأن أمن واستقرار الصومال من أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية برمتها”.
وانه -يقول عطاف- موقف “يعكس انخراط الجزائر الكامل في تعبئة كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، دعما لأمن واستقرار الصومال”، والذي يجسده اليوم “التزام الجزائر من موقعها المزدوج بمجلس الأمن الأممي ومجلس السلم والأمن الإفريقي للمرافعة من أجل تضامن أكبر ودعم أنجع لجهود القيادة الصومالية ومساعيها الرامية لاستكمال مكافحة الإرهاب وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والنماء” في البلاد.
ومن هذا المنظور، هنأ عطاف نظيره الصومالي على “الأشواط المعتبرة والنوعية” التي قطعتها الصومال على درب إعادة بناء مؤسسات وطنية قوية وجامعة واسترجاع عافيتها أمنيا واقتصاديا واستعادة مكانتها قاريا ودوليا، مشيرا إلى أن أبلغ مؤشر على هذه الحركية الإيجابية يتمثل في تواجد الصومال اليوم بمجلس الأمن الأممي كدولة غير دائمة العضوية وكطرف فاعل في مجموعة الأعضاء الأفارقة الثلاثة (أ3+).
وفي سياق العودة التدريجية للأمن والاستقرار في الصومال، أكد عطاف لنظيره الصومالي تطلع الجزائر إلى “تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين في جوانبها السياسية وفي مجالاتها الاقتصادية، بل وحتى في أبعادها الإنسانية، من خلال تعزيز التعاون في مجالي التكوين المهني والتعليم العالي