الحكومة السورية تعلق رسمياً على "مؤتمر الحسكة"

أصدرت الحكومة السورية، يوم السبت 9 أغسطس 2025، موقفًا رسميًا شديد اللهجة ضد "مؤتمر الحسكة" الذي عقدته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يوم الجمعة 8 أغسطس. واعتُبر هذا الحدث ذريعة للانسحاب من الجولة التفاوضية المرتقبة في باريس .

تفاصيل الموقف الرسمي:
أكّد مصدر مسؤول في الحكومة السورية أن مؤتمر الحسكة يمثل "ضربة لجهود التفاوض"، وأن الحكومة لن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف "يسعى لإحياء عهد النظام السابق تحت أي مسمى أو غطاء" .
والحكومة دعت "قسد" إلى الانخراط الجدّي في تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار، كما طالبت بأن تنتقل مفاوضات السلام إلى دمشق، معتبرة إياها "العنوان الشرعي والوطني للحوار" .
وكانت الحكومة السورية تدرس إلغاء جولة المفاوضات المقررة في باريس بسبب "غياب الطرح الجدي" من جانب "قسد" في تطبيق اتفاق 10 مارس، الذي نص على دمج الإدارة الذاتية و"قسد" في مؤسسات الدولة سياسيًا وعسكريًا .
الاجتماع المرتقب في باريس تأجل أو أُلغي فعليًا بسبب المطالب المسبقة لـ"قسد"، مثل الاحتفاظ بالسلاح، وهو ما رفضته دمشق باعتباره يخل بوحدة الدولة ويعرقل الحوار الوطني .
ماذا يعني انسحاب الحكومة السورية من مواجهة مفاوضات باريس مع «قسد»؟
--اتهام المؤتمر بـ “الانفصال سياسياً وعرقياً”
وصفت وزارة الخارجية المؤتمر بأنه "عُقد على أسس طائفية وعرقية" ويهدف إلى "إعادة تصدير رموز النظام السابق" كما اعتبرته تحديًا لوحدة الدولة .
--تحذير من تصعيد سياسي وخطر التدويل
ووصف مسؤول سوري المؤتمر بأنه "تحالف هش" يسعى لتقسيم البلاد، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد قد يعرقل مسار المفاوضات.
وأضاف أن الحكومة تدرس إلغاء جولة باريس حال استمرار غياب الجدية بتنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار
--انسحاب رسمي من جولة باريس يعني عودة الأمور إلى مربع الجمود ما لم تظهر "قسد" نوايا تنفيذية واضحة لـاتفاق 10 مارس.
-دعت الحكومة الوسطاء الدوليين إلى نقل مسار التفاوض إلى دمشق بدلاً من باريس، في محاولة لتأكيد السلطة الوطنية والسيادة السورية .
--علّقت الحكومة السورية مشاركتها في مفاوضات باريس ردًا على نتائج "مؤتمر الحسكة".
--انتقدت وزارة الخارجية السورية المؤتمر الذي نظمته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع مكونات أخرى في الحسكة، معتبرة أنه "عُقد على أسس طائفية وعرقية" وأن المشاركين فيه يشكّلون "تحالف هشّ" يسعى لتقسيم البلاد، وأكدت أن دمشق "ستبقى مفتوحة" لحوار جاد ضمن مشروع وطني جامع .
-كذلك وصف مسؤول حكومي المؤتمر بأنه تصعيد خطير سيؤثر سلباً على مسار التفاوض، وأشار إلى أن الحكومة قد تلغي جولة مفاوضات باريس إذا لم يُظهر الطرف الآخر جدية في تنفيذ اتفاق 10 مارس .
ما هو اتفاق 10 مارس/آذار؟
تم توقيعه بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، وينصّ على وقف إطلاق النار، ودمج قوات "قسد" ومؤسسات الإدارة الذاتية في المؤسسات الحكومية والعسكرية، والاعتراف بالمجتمع الكردي باعتباره جزءًا من الدولة السورية .
السعي لحوار رفيع المستوى في باريس
قُدّر أن يعقد اجتماع في باريس بين وفود من الحكومة السورية والإدارة الذاتية بالتنسيق مع الوسطاء الأميركي والفرنسي، بهدف استكمال تنفيذ الاتفاق .