السعودية ترحب باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان برعاية أمريكية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان التوصل إلى اتفاق سلام بين جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان، مشيدةً بالدور الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية هذا الاتفاق.
وأكدت الوزارة تطلع المملكة لأن يكون الاتفاق خطوة مهمة نحو بدء مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون بين البلدين، وبما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز، ويخدم مصالح شعبي أرمينيا وأذربيجان.
حرب أرمينيا وأذربيجان
بدأت حرب أرمينيا وأذربيجان بعد الثورة الروسية. كانت هذه الحرب على شاكلة سلسلة «وحشية» من الهجمات يصعب فيها تصنيف الصراعات. حصلت الحرب بين الجمهوريتين عام 1918 ثم توقفت لمدة وعادت ما بين 1920 حتى عام 1922، أي بعد فترة وجيزة من استقلال جمهورية أرمينيا (1918-1920) ونفس الأمر بالنسبة لدولة أذربيجان. في الحقيقة لم يكن لمعظم الصراعات بين الدولتين نمط معين، وبالرغم من ذلك فقد تدخلت بعض القوى الأخرى على الخط مثل الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية التي ساهمتا في الحرب بشكل غير مباشر. غادرت الإمبراطورية العثمانية المنطقة بعد هدنة مودروس أما النفوذ البريطاني فقد استمر حتى انسحبت قوة دانستر عام 1920. اشترك المدنيون في الصراع؛ حيث شملت الحرب كل من محافظة سيونيك، جمهورية نخجوان الذاتية وحتى مرتفعات قرة باغ. هذا وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين هو نهج جيش الدولتين لما يُعرف بتكتيك حرب العصابات .
الأسباب الكامنة وراء الصراع لا تزال بعيدة عن الحل بعد قرن من الزمان تقريبا، فالقصة هذه تحمل تصورات مختلفة جدا ووجهات نظر مغايرة تماما حسب كل رواية، ووفقا للمؤرخين الأرمن فإن الجمهورية الأرمنية ترغب في أن تشمل منطقة ناخيتشيفا المناطق الأساسية من البلد (شرق أرمينيا) وبالتحديد محافظة يريفان كما ترغب في تملك الأجزاء الشرقية والجنوبية من محافظة إليزابيثبول، وفي المقابل فأذربيجان ترفض كل هذه المعطيات وتُؤكد على سيادتها ووحدة أراضيها على كل تلك المناطق.
جرت أول اشتباكات بين الأرمن والأذربيجانيين في مدينة باكو (عاصمة أذربيجان الحالية) في شباط/فبراير عام 1905. امتد الصراع إلى أجزاء أخرى من القوقاز وفي 5 أغسطس عام 1905 حدث أول صراع فعلي بين سكان أرمينيا وأذربيجان في منطقة شوشا.
في آذار/مارس 1918 نمت التوترات العرقية والدينية بين أرمينيا وأذربيجان في مدينة باكو. اتهم حزب المساواة وجمعية الاتحاد والترقي الأحزاب من القومية التركية والبلاشفة وحلفائها. شاركت الميليشيات الأرمنية الإسلامية في المواجهات المسلحة التي أسفرت عن خسائر فادحة. كثير من المسلمين ماتوا أو طُردوا في ومن باكو.
في الوقت نفسه، اعتُقل الجنرال تاليشينسكي قائد القوات الأذربيجانية وبعض من الضباط الذين وصلوا إلى باكو في 9 مارس. في 30 آذار/مارس واستنادا على تقارير غير موثوقة زعمُت أن الطاقم الخاص بسفينة إفلينا كان مسلحا وجاهزا للقيام بثورة ضد السوفييت، مما أسفر عن قتال دامي تواصل لمدة ثلاثة أيام على التوالي وقد تسبب هذا في وفاة ما يصل إلى 12,000 من الأذربيجانيين.