تونس تستعيد حضورها القنصلي في بنغازي بعد عقد من الإغلاق

في خطوة دبلوماسية تعكس تحسن العلاقات الليبية التونسية، استأنفت «تونس» نشاط قنصليتها في «بنغازي» بعد أكثر من عشر سنوات من الإغلاق الذي فرضته الظروف الأمنية.
قرار إعادة افتتاح القنصلية يهدف لخدمة التونسيين في بنغازي
ويأتي القرار في إطار سعي السلطات التونسية إلى تعزيز خدماتها القنصلية وتقديمها بشكل أكثر فعالية للجالية التونسية المقيمة في شرق ليبيا، والتي كانت تضطر في السنوات الماضية إلى التوجه إلى العاصمة طرابلس للحصول على الوثائق والخدمات الإدارية.
وكانت وزارة الخارجية التونسية، قد أعلنت في مايو الماضي عن نيتها استئناف العمل القنصلي في بنغازي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل الإجراءات الإدارية وتقريب الخدمات من المواطنين التونسيين، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع ليبيا، خصوصا في الجوانب القنصلية والإنسانية.
وتعد إعادة فتح القنصلية مؤشرا على تحسن الظروف الأمنية في بنغازي، كما تعكس حرص تونس على تعزيز حضورها الدبلوماسي في ليبيا، وتقديم الدعم لمواطنيها المقيمين في مختلف مناطق البلاد.
ليبيا.. «جهاز دعم الاستقرار» يُطلق دوريات مُكثفة على الحدود مع تونس
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أعلن «جهاز دعم الاستقرار»، في ليبيا، إطلاق دوريات صحراوية مكثفة لتأمين المناطق الممتدة على طول «الحدود الليبية التونسية»، ضمن خطة شاملة تهدف إلى «مكافحة التهريب والتصدي لأي نشاطات غير قانونية وحماية السيادة الوطنية»، حسبما أفادت وسائل إعلام ليبية، اليوم الأحد.
تحقيق الأمن على طول الحدود الليبية التونسية
وقال الجهاز في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك»: إن الدوريات التي أطلقها مكتب نالوت تهدف لتحقيق الأمن على المناطق الحدودية، وتعمل على مدار الساعة، عبر فرق مدربة على التعامل مع التحديات الجغرافية والأمنية في المناطق الحدودية الوعرة.
وأضاف: أن هذا التحرك يأتي استجابة للتحديات الأمنية التي تُواجه المنطقة الحدودية، خاصة في ظل تنامي التهديدات المرتبطة بالهجرة غير القانونية والتهريب.
تونس: «مُلتزمون ببنود الاتفاق الأمني مع ليبيا ومُستعدون لتسيير العمل بمعبر رأس جدير»
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، أكد وزير الداخلية التونسي «خالد النوري»، الاستعداد الدائم والمتواصل لاتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة لتسيير العمل في معبر رأس جدير الحدودي مع «ليبيا»، خدمة للمصالح المشتركة، حسبما أفادت وسائل إعلام تونسية، اليوم الثلاثاء.
افتتاح معبر رأس الجدير بين ليبيا وتونس
وجدد النوري في تصريحات له عقب افتتاح معبر رأس الجدير، يوم الإثنين، بشكل كلي بين البلدين في الاتجاهين أمام حركة المسافرين والبضائع، التزام بلاده ببنود محضر الاتفاق الأمني الموقع يوم 12 يونيو الماضي بطرابلس، سواء المتعلق بسير العمل بالمعبر أو احترام شروط السلامة المرورية للسيارات وعدم فرض رسوم مالية وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، ومسائل أخرى تتعلق بتشابه الأسماء والتواجد الأمني بالمعبر وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية للبلدين.
وأكد النوري أن إعادة فتح المعبر ستزيد دعم علاقات التعاون الجيدة القائمة بين تونس وليبيا على مختلف الأصعدة، بما يعود بالنفع على البلدين عموما، وعلى المناطق المجاورة له خصوصا، ويدفع بالتبادل التجاري بين الطرفين ويسهل تنقل المواطنين في الاتجاهين.
وأشار النوري إلى متانة العلاقات التاريخية بين ليبيا وتونس، والتحديات المشتركة التي تمر بها المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة، معربا عن استعداد وزارة الداخلية للتعامل الإيجابي مع الاقتراحات الكفيلة بمزيد تعزيز العلاقات تجسيدا لحرص قيادة البلدين على رفع التحديات المشتركة.
ورأس جدير هو المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين في المنطقة الغربية لليبيا حيث غالبا ما يذهب الليبيون إلى تونس لتلقي العلاج وتمر شاحنات البضائع القادمة من الاتجاه المقابل.
ليبيا.. حقيقة علاقة «جهاز دعم الاستقرار» بصاحب فيديو هدّد بدخول تونس
على صعيد آخر، وفي وقت سابق، نفى «جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي في ليبيا»، أي علاقة تربطه بالشخص الذي ظهر عبر مقطع فيديو مسيئا للعلاقات بين «ليبيا وتونس»، حسبما أفادت وسائل إعلام ليبية، الأحد.