البرهان يتجاهل طلبًا إثيوبيًا ويتمسك بتحالفه الاستراتيجي مع إريتريا

كشفت دورية “أفريكا إنتلجنس” المتخصصة في الشؤون الأفريقية عن رسالة بعث بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طالباً فيها ضمان عدم تحول منطقة الفشقة الحدودية السودانية إلى قاعدة عسكرية تدعم إريتريا أو جبهة تحرير شعب تيغراي في حال نشوب صراع مع أديس أبابا.
ووفقًا للدورية، التي ترتبط بجهات استخباراتية فرنسية، أبدت إثيوبيا قلقها من احتمال استخدام الفشقة -المتاخمة لإقليم تيغراي- كممر لوجستي وعسكري يمكّن إريتريا من دعم هجوم محتمل في شمال غرب إثيوبيا، خاصة في منطقة ولكايت المتنازع عليها بين قوات تيغراي وحلفاء آبي أحمد من الأمهرة.
وجاء الطلب الإثيوبي عبر مبعوثين رفيعي المستوى، هما رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني رضوان حسين ومستشار رئيس الوزراء لشؤون شرق أفريقيا قيتاتشو ردا، اللذان زارا بورتسودان في الثاني من يونيو الماضي. وشمل الطلب تأكيد “حياد” السودان في أي نزاع محتمل بين إثيوبيا وإريتريا، إلى جانب قطع العلاقات مع “قوات دفاع تيغراي”.

غير أن البرهان، بحسب الدورية، تجاهل الطلب الإثيوبي ولم يرد عليه، معبرًا عن تمسكه بالتحالف القوي مع إريتريا، التي تُعدّ أقرب حلفاء السودان. وتدعم إريتريا السودان باستقبال اللاجئين دون قيود، وتسهيل سفر السودانيين عبر أراضيها إلى دول الخليج، إضافة إلى تدريب مجندين سودانيين في معسكراتها قرب الحدود واستضافة طائرات عسكرية سودانية، بما في ذلك الطائرة الرئاسية، في مطار أسمرا خلال مايو الماضي، لحمايتها من هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها قوات الدعم السريع بدعم إماراتي.
توتر العلاقات مع إثيوبيا
تأتي هذه التطورات في ظل توتر العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا، خاصة بعد استقبال إثيوبيا لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في ديسمبر 2023 بتشريفات رسمية، وهو ما أثار استياء البرهان. كما أعرب البرهان عن أسفه لما وصفه بـ”مظاهر الود” التي أبداها آبي أحمد تجاه “حميدتي” خلال زيارته لبورتسودان في يوليو 2024، التي هدفت إلى تهدئة التوتر بين البلدين.
تحالف استراتيجي مع إريتريا
تؤكد “أفريكا إنتلجنس” أن السودان مصمم على تعزيز تحالفه مع إريتريا، التي تعارض بشدة قوات الدعم السريع وتراها أداة لنفوذ الإمارات في المنطقة. ويُظهر هذا التحالف عمق التنسيق العسكري والسياسي بين الخرطوم وأسمرا، وسط تصاعد التوترات الإقليمية في القرن الأفريقي.