الجيش الصومالي يسيطر على مدينة حدودية ونزوح 200 أسرة إلى مخيمات كينيا

أحكم الجيش الصومالي قبضته، على مدينة بلد حواء الحدودية الواقعة في إقليم جدو جنوب غربي البلاد، على الحدود مع كينيا، وذلك بعد مواجهات عنيفة استمرت سبعة أيام بين القوات الصومالية وقوات تابعة لولاية جوبالاند المحلية، نتيجة النزاع حول السيطرة على المدينة.

وأشاد مجلس الحكومة الفيدرالية الصومالية، خلال اجتماعه الأسبوعي، اليوم الخميس، برئاسة رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، بـ"المسؤولية والانضباط العاليين اللذين أظهرتهما قوات الجيش في احتواء الأزمة الأمنية التي شهدتها مدينة بلد حواء الحدودية، الواقعة في محافظة جدو جنوب غربي البلاد".
وأكد المجلس أنّ القوات المسلحة "تصرّفت بحكمة، ما حال دون وقوع خسائر جسيمة في صفوف المدنيين خلال الاشتباكات الأخيرة، التي اندلعت في المدينة نهاية الأسبوع الماضي، على خلفية توترات سياسية وأمنية معقدة". وثمّن الوزراء أيضاً موقف سكان بلد حواء ومختلف شرائح المجتمع المحلي، الذين دعموا جهود الدولة وساهموا في تهدئة الأوضاع والعمل من أجل استعادة الخدمات الحكومية الأساسية التي تعطلت مؤقتاً بفعل الاشتباكات.
وشهدت مدينة بلد حواء، خلال الأشهر الماضية، توتراً متصاعداً بين وحدات من الجيش الصومالي الفيدرالي وعناصر مسلحة موالية لولاية جوبالاند. وتزايدت حدة التوتر أخيراً بعد أن حاولت قوات فيدرالية إعادة بسط سيطرتها على المدينة، التي تعد من المناطق الحيوية في محافظة جدو، نظراً لقربها من معبر منديرا الحدودي. وقد أفادت تقارير ميدانية بأنّ الاشتباكات التي اندلعت يوم السبت الماضي استمرت لأيام، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين وإصابة مدنيين، إضافة إلى أضرار في البنية التحتية.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقرير لها يوم الثلاثاء، أنّ الاشتباكات في بلد حواء تسببت في نزوح ما لا يقل عن 200 أسرة إلى المناطق القريبة من الحدود الكينية، حيث لجأت أغلب العائلات إلى مخيمات مؤقتة في الجانب الكيني من الحدود، خصوصاً في محيط مدينة منديرا. وأشار التقرير إلى أن معظم النازحين يعيشون في ظروف قاسية، وسط نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية، محذراً من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم تتدخل الجهات المعنية لتقديم الدعم العاجل.
وفي ختام الاجتماع، شدد مجلس الوزراء الصومالي على أنّ الحكومة الفيدرالية "تضع الحرب على الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة الشباب في صدارة أولوياتها". وشدد البيان الصادر عن المجلس على أنّ "أي جهة تعرقل الأمن أو تسعى لزعزعة الاستقرار المحلي، تُعتبر عائقاً أمام الحرب الوطنية ضد الإرهاب". وتأتي تصريحات الحكومة في وقت بالغ الحساسية، حيث تشير الأوضاع في بلد حواء إلى هشاشة الاستقرار الأمني في جنوب غرب الصومال. وبينما تؤكد مقديشو التزامها الحفاظ على السيادة والنظام، تتزايد المخاوف من تفجر الوضع الإنساني إذا استمرت المواجهات وتوسع نطاقها نحو مناطق مجاورة.