روسيا تدفع مجلس الأمن الدولي لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية

في وقت تتصاعد فيه التوترات الميدانية وتشتد الحرب الإعلامية، تسعى «روسيا» إلى استثمار أدواتها داخل «مجلس الأمن الدولي»، داعية إلى جلسة خاصة لمناقشة «الملف الأوكراني». هذه الخطوة تأتي كمحاولة لتدويل رؤيتها للصراع، وتحويل الهيئة الأممية إلى منصة لإبراز المظلومية الروسية واتهام الغرب بتأجيج الأزمة.
تحرك روسي جديد في مجلس الأمن بشأن أوكرانيا
وفي هذا الصدد، يعتزم «مجلس الأمن الدولي» عقد جلسة، اليوم الخميس، بُناءً على طلب «روسيا»، حول الأزمة الأوكرانية.
وذكرت البعثة الباكستانية لدى الأمم المتحدة التي ترأس مجلس الأمن في يوليو أنه من المقرر أن تُعقد الجلسة الساعة 10 صباحا بتوقيت نيويورك (17:00 بتوقيت موسكو).
وفي إعلانه عن الجلسة، قال النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن روسيا تقترح التركيز على مناقشة الإجراءات التي «تُقوض البحث عن سبل تسوية النزاع الأوكراني دبلوماسيًا، بما في ذلك محاولات تعطيل المسار التفاوضي الروسي الأوكراني المباشر في إسطنبول».
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي أنه أعطى مُهلة (10) أيام للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قال ترامب إن واشنطن ستفرض عقوبات أو رسوما جمركية أو «إجراءات أخرى» على روسيا.
روسيا تُعلن تدمير مخبأ مُحصّن تابع لـ«زيلينسكي» قُرب لفوف
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
مجمع لفوف المُحصّن.. من حلف وارسو إلى قيادة أوكرانيا
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
ضربة روسية مُكثفة تطال منشآت استراتيجية أوكرانية
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
روسيا تُعلن إسقاط 10 مُسيّرات أوكرانية كانت مُتجهة نحو موسكو
وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.